| |||||||
مهيوب خضر-إسلام آباد أججت مذكرة كيري لوكر بشروطها المثيرة للجدل الوضع السياسي في باكستان بين حكومة ترى في الحصول على 1.5 مليار سنويا إنجازا كبيرا، ومعارضة تتحفظ على شروط المذكرة وتتساءل عن دور البرلمان في قبولها أو رفضها وسط مخاوف على سيادة البلاد وأمنها من تبعات التنفيذ. وكان الكونغرس الأميركي قد اعتمد يوم الأربعاء الماضي مذكرة كيري لوكر القاضية بمنح باكستان مساعدة مالية قدرها 1.5 مليار دولار سنويا لمدة خمس سنوات، مرفقة بقائمة طويلة من الشروط التي يرى مراقبون أنها تعد انتهاكا لسيادة البلاد من جهة وتدخلا في شؤونها الداخلية من جهة أخرى. السيد والخادم رئيسة تحرير صحيفة ذي نيشن شيرين مزاري نظرت إلى المذكرة على أنها عودة إلى معادلة السيد والخادم مضيفة في حديثها مع الجزيرة نت أن محتوى الوثيقة يجعل باكستان أمام جملة من الضغوط والقيود التي قد تفقدها أمنها وسيادتها حتى على مشروعها النووي. وتطرقت مزاري إلى أهم ثلاثة شروط في مذكرة كيري لوكر على رأسها السماح لواشنطن بالتحقيق مع كل من له علاقة بشبكات الانتشار النووي، في إشارة ضمنية إلى العالم عبد القدير خان وغيره من العلماء وهو ما قد يؤدي إلى معرفة الولايات المتحدة القدرات النووية الباكستانية ومواقع وجودها بحسب مزاري.
والثالث أن المساعدات لا تصرف تباعا إلا بموافقة وزيرة الخارجية الأميركية بعد التأكد من خلو يد الجيش الباكستاني من التدخل في السياسة والقضاء، وهو ما اعتبرته مزاري تدخلا مباشرا في الشؤون الداخلية للبلاد مع الإشارة إلى أن هذا الشرط هو الأول من نوعه في تاريخ المساعدات الأميركية لباكستان. من جهتها تنظر الحكومة الباكستانية إلى المساعدة الأميركية الجديدة على أنها إنجاز في ظل ما تعانيه البلاد من وضع اقتصادي متدهور تطلب الحصول مؤخرا على قرض من صندوق النقد الدولي قدره 4.5 مليارات دولار، وهي وجهة نظر لم تعرها أحزاب المعارضة أي اهتمام مقابل تركيزها على الشروط المجحفة. لا للاستعمار ويقول القيادي في حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف أحسن إقبال إن حزبه ليس ضد الصداقة مع أميركا ولكن ليس على حساب سيادة البلاد، مضيفا في حديثه مع الجزيرة نت أن حزبه يرفض العودة إلى عصر الاستعمار ويشجب الشروط المرفقة بالمذكرة.
من جانبها سارعت الجماعة الإسلامية إلى تسيير مظاهرة في العاصمة إسلام آباد يوم الجمعة الماضي ضد مذكرة كيري لوكر بهدف حث الباكستانيين على الخروج إلى الشارع وإجبار الحكومة على عدم القبول بالشروط الأميركية. ويصف القيادي في الجماعة ميان أسلم المذكرة بأنها تابوت تحضره أميركا لباكستان من خلال استئجار البلد لخدمة مصالحها بثمن بخس معربا في حديثه مع الجزيرة نت عن استنكاره لموقف الحكومة التي تعتبر مساعدة الـ1.5 مليار دولار -وهو مبلغ لا يمثل سوى ما نسبته 5% من ميزانية باكستان- فتحا مبينا. وفي حين طالب الرئيس آصف علي زرداري مجموعة أصدقاء باكستان في اجتماعها الأخير الشهر المنصرم في نيويورك بتعويض باكستان ما قيمته 100 مليار دولار عن خسائرها في الحرب على ما يسمى بالإرهاب، ينظر مراقبون إلى مساعدة كيري لوكر على أنها مجرد فتات لا يسمن ولا يغني من جوع. |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر