728

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

الكـــويت تدخــل دائـرة العــنف!

الاعتداء الدموي الذي تعرض له ناشر تحرير صحيفة »الآن« الالكترونية الزميل زايد الزيد قد يبدو للوهلة الأولى مجرد اعتداء بدني على إعلامي، لكن من يتمعن فيما حدث يدرك ان في حادثة الاعتداء هذه مؤشراً مخيفاً على صعيد الدولة برمتها وينذر بدخول الكويت في دائرة العنف، وارتباطات العنف في تصفيات سياسية أو اقتصادية.


وكان الكاتب زايد الزيد قد تعرض إلى اعتداء بالضرب على هامش ندوة مظلة العمل الكويتي التي اقيمت مساء أمس في منطقة الشهداء، وذلك عندما غادر القاعة إلى الخارج اثر اتصال هاتفي، ثم عاد إلى القاعة مضرجاً بالدماء بعدما تعرض إلى اعتداء بالضرب من مجهول ومعه شخص أو أكثر في انتظاره حيث هرب المعتدي بسيارته.


وقد نقل الزيد إلى مستشفى مبارك لتلقي العلاج، فيما باشرت سلطات الأمن التحقيق في الحادث لمعرفة المعتدي.


وتنادت اصوات وفعاليات اجتماعية مطالبة بتحرك أمني لضبط الفاعل، وتوجه إلى مستشفى مبارك على الفور مجموعة من النواب ابرزهم أحمد السعدون ومسلم البراك ود. حسن جوهر ود.وليد الطبطبائي، فيما تواجد أيضاً د. سعد بن طفلة العجمي صاحب الصحيفة الالكترونية.


ويعكس حادث الاعتداء مؤشرات سلبية عن دخول الكويت حالة العنف الجسدي في التصفيات، وهو مؤشر لا يمكن السكوت عنه، وبالتأكيد سيكون في الاعتبار عند متابعة وزارة الداخلية التحقيقات للوصول إلى الفاعل ومن معه ومن وراءه بأسرع ما يمكن.


وأدلى زايد الزيد بتصريح أكد فيه »أن صحتي جيدة ولله الحمد.. وأعرف شكل المعتدي.. وفي انتظار تحريات وزارة الداخلية لمعرفته«.


وفيما أكد النائب وليد الطبطبائي استنكار الحادث وضرورة تتبع ما حدث وكشف الفاعل بأسرع وقت، أكد المحامي نواف الفزيع من المستشفى أن ما حدث هو (شروع في القتل) وليس اعتداءً عادياً وسنقف مع الزيد حتى يتم الكشف عن الفاعل ومحاسبته جراء ما اقترف.


وقال النائب مبارك الوعلان إن ما تعرض له الزيد جريمة في حق الحرية، ووصف من أقدم على الاعتداء بـ»جبان خارج عن القانون وعن التقاليد وسماحة المجتمع الكويتي«.


أما الدكتور حسن جوهر فأكد أن ما جرى ليس اعتداءً على زايد الزيد وحده بل هو اعتداء على الصحافة الكويتية ونطالب وزارة الداخلية بالإسراع في ضبط الجناة.

وقال النائب أحمد السعدون ان الاعتداء على الزيد »آثم« وبسبب محاربة الفساد، وقال إن المسؤولية تقع على رئيس الوزراء في الكشف عن الجاني.


ودعا النائب مسلم البراك إلى قطع دابر وأذناب الفساد ومن تسول له نفسه الاعتداء على الشرفاء أمثال زايد الزيد وذلك من خلال تحرك حكومي وأمني سريع.

واستنكر النائب حسين مزيد الاعتداء وشجب الفعل الجبان ودعا وزير الداخلية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لسرعة الكشف عن الجاني.


وشجب النائب بورمية أيضاً الاعتداء واعتبره محاولة لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات داعياً إلى سرعة تقديم المذنب إلى العدالة لتقتص منه.


ورفض النائب حسين الحريتي الاعتداء الآثم وأكد أن مثل هذه التصرفات شاذة عن مجتمعنا.


زايد الزيد لـ الوطن: أعرف شكل المعتدي وسنستمر بمحاربة الفساد


«الوطن» التقت الكاتب المعتدى عليه زايد الزيد في غرفة العناية في مستشفى مبارك وقال: كنت اتكلم بالهاتف لدى خروجي من الندوة فجأة ضربني شخص وهرب واعرف شكله تماماً، ونفى ان يكون يعرفه سابقاً وبسؤاله حول سبب الاعتداء اوضح الزيد «دعونا ننتظر نتائج تحقيقات وزارة الداخلية»، واذا ما كان المعتدي كويتياً اعرب الزيد عن اعتقاده بألا يكون كويتياً .


وطمأن الزيد الصحافة والمتواجدين في مستشفى مبارك قائلاً: أطمنكم انا بخير وانا اعرف تماما شكل المعتدي وسنواصل عملنا ولن نخضع للابتزاز والتهديد وهذه الامور.


وأضاف: ان هذا واجب على كل انسان محاربة الفساد ويجب ان نستمر بكل الاحوال لأن المفسدين، وقد ذكرتها من قبل، اصبحوا مافيات كبيرة في البلد وهي منظمة وبينّ تكلمت ايضا عن الجريمة السياسية والاغتيال السياسي والله لطف!


وأكد الزيد: انا لا أتهم احداً والاتصال الذي وردني لا علاقة له بالموضوع (الاعتداء) وقال «ان هذا عمل الداخلية وعليهم اجراء التحريات لمعرفة المعتدي».


مهرجان تضامني للقوى السياسية مساء اليوم


تنظم القوى السياسية في السابعة والنصف من مساء اليوم مهرجاناً خطابياً تضامنياً مع الكاتب زايد الزيد في ساحة الإرادة أمام مجلس الأمة لاستنكار الحادثة على الجسم الصحافي والإعلامي الكويتي.


كيف وقع الاعتداء؟


احد المقربين للصحافي زايد الزيد والذي كان حاضراً الندوة نقل لـ «الوطن» ما جرى عن لسان الزيد نفسه بالقول:


خرجت من داخل القاعة الى الخارج في مكالمة هاتفية.. وفيما كنت عند مظلة السيارات توجهت سيارة بسرعة نحو المظلة، وكنت اظن صاحبها يريد ان يقف، لكنه ترجل منها على الفور واعتدى عليّ بضربة من (عجرة) كان يحملها في يده.. ثم ولىّ الادبار.


وفي السياق ذاته قال المحامي عبدالرحمن البراك محامي الزيد اثناء خروجه ترصد له شخص يرتدي «بنطلون وقميص» وما ان قام بتشغيل مركبته حتى فوجئ به يخرج آلة حادة ويضربه بها على رأسه فسقطت نظارته الامر الذي دفعه الى الرجوع الى الجمعية مضرجاً بالدماء طالباً من الحضور مساعدته في ضبط الجاني.


لم تُسجَّل قضية حتى منتصف الليل


حتى انتصاف ليل أمس لم تكن هناك قضية قد سجلت في مخفر جنوب السرة (حيث وقع الاعتداء في منطقة الشهداء)، وعلى هذا الأساس قال مصدر أمني لـ«الوطن»: لم يتم التحرك للبحث عن الجاني. وكان الزيد في هذا الوقت قد غادر مستشفى مبارك حيث نقل إلى مستشفى الصباح لوجود عيادة متخصصة في الأنف والأذن والحنجرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا