| ||||||||
يغدق الزعيم الليبي معمر القذافي بسخاء على بناء المساجد في أغلب عواصم دول العالم، في حين تقوم مساجد بلاده على صناديق جمع التبرعات، وحملات "أهل الخير" وميزانية ضئيلة لا تتضمن بند الصيانة. وقد تحفظ مسؤولون في جمعية الدعوة الإسلامية من ذكر أعداد وميزانيات بناء المساجد بالخارج، رغم عدة اتصالات قامت بها الجزيرة نت. مساجد متهالكة وأقر مدير إدارة المساجد في هيئة الأوقاف الهادي الصريط بأن ما يقارب 70% من المساجد "متهالكة"، مؤكدا أن هذه التقديرات استقاها أثناء جولة قام بها مؤخرا في مختلف أنحاء الجماهيرية. وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن إحدى الشركات المستقلة سوف تتعهد، عند الانتهاء من تحصيل مبالغ الحملة الحالية، باتفاق لصيانة المساجد، مع إعطاء الأولوية للمساجد التي هي في حاجة إلى "صيانة عاجلة". وأوضح أن الصيانة ليست ضمن اختصاصات أموال الوقف التابعة له، وأضاف أن الهيئة تتحمل مسؤولية دفع أكثر من 22 ألف مكافأة شهرية للخطباء والوعاظ.
وطافت الجزيرة نت على عدد من المساجد في العاصمة طرابلس وثانية كبرى المدن بنغازي، واطلعت على أوضاع "مأساوية" من نقص مصابيح الكهرباء ومكبرت الصوت وانعدام النظافة وتهالك الحيطان. وقد تأخر افتتاح المسجد العتيق التاريخي في مدينة بنغازي لمدة عشرة أعوام بسبب غياب دور الدولة في ترميم مثل هذا النوع من المساجد. مثار فوضى وقال في تصريح للجزيرة نت إن مثل هذه الحملات يقوم بها المواطنون بعد تجاهل الجهات الرسمية تقدير ميزانيات محددة لصيانة المساجد، مؤكدا أنها "تثير الفوضى". وعلى لسان العبيدي ورد أن هناك أقوالا غير مؤكدة تشير إلى بناء مساجد على أراض مغتصبة، وهذا ما دعاه إلى القول إن مثل هذه الأمور تفتح الطريق أمام "الأموال المشبوهة".
من جانبه دعا الداعية الإسلامي أحمد القطعاني إلى تخصيص جزء من أموال "صندوق الجهاد" لهيئة الأوقاف بدلا من تحويلها بالكامل إلى جمعية الدعوة الإسلامية. وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن مساجد الجماهيرية في أشد الحاجة لهذه الأموال لأجل صيانتها، مشيرا إلى أن أوضاعا مادية صعبة تعانيها هيئة الأوقاف قد أدت إلى تأخر صرف مكافآت خطباء المساجد. وكشف عن تناقص "ريع الوقف" بحيث أصبحت الأوقاف "عاجزة" عن أداء مهامها. ويشك الباحث في الآثار الإسلامية بجامعة قاريونس جمعة كشبور في قدرة حملات التبرعات على صيانة المساجد التاريخية التي تحتاج إلى مواصفات فنية ومواد خاصة تتطلب مبالغ كبيرة، خاصة أن موسوعة الآثار الإسلامية في ليبيا تقدر عدد تلك المساجد بحوالي 100 مسجد. ولا يرى كشبور أن الحملة الحالية سوف تأتي بمبالغ يمكن أن تسهم في حل مشكلة صيانة هذه المساجد، بل دراسة حالة كل مسجد على حدة وإعداد خطط لصيانته هي التي تحدد القيمة. |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر