728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

لغز انفجاري الجامعة الإسلامية بباكستان





الجامعة الإسلامية بإسلام آباد تخرج منها عشرات آلاف الطلاب من عشرات الجنسيات (الجزيرة نت)

مهيوب خضر-إسلام آباد
للمرة الأولى منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة في باكستان يتم استهداف مؤسسة أكاديمية مثل الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بالتفجيرات وباستخدام وسيلة العمليات الانتحارية.
وهز انفجارا أمس أمن باكستان في أقاليمها الأربعة، وأغلقت جميع الجامعات والمعاهد التعليمة والمدارس أبوابها إلى أجل غير مسمى وسط أجواء من الخوف.
وفيما نفت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الانفجارين تؤكد الحكومة وقوفها خلفه بما وضع علامة استفهام حول هوية المنفذ وأهدافه.
الغموض يكتنف هوية منفذ التفجيرين
(الجزيرة نت)
اتهام
وفي إجابته عن سؤال للصحفيين بشأن هوية المنفذ قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك "كل الطرق تؤدي إلى وزيرستان".

وقال "إن مقاتلي طالبان سبق لهم وأن دمروا المدارس في وادي سوات ولم يعد مهما إذا ما تبنوا هجوم الجامعة أم لم يتبنوه".

ويرى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية مسعود ختك أنه وعقب شن الجيش عملية وزيرستان فإنه ليس من المستغرب أن تضرب طالبان أي هدف سواء كان أمنيا أو عسكريا أو حتى مدنيا.
معركة استخباراتية
ويضيف في حديثه مع الجزيرة نت "إن نفي الحركة لا يعني شيئا فمقاتلوها ينتشرون في مختلف المدن الباكستانية وهم يضعون لأنفسهم أهدافا من غير استشارة القيادة".

ويعتبر ختك ما حدث من فوضى أمنية في البلاد عقب الهجوم على الجامعة الإسلامية نجاحا حققه منفذو الهجوم والقاضي بزعزعة أمن البلاد بهدف تشكيل ورقة ضغط على الحكومة تطالبها بوقف عملية جنوب وزيرستان أو توقع المزيد.
مسعود ختك: نفي طالبان لا يعني شيئا (الجزيرة نت)
ويضيف أن الحكومة مطالبة اليوم بفهم أن المعركة الراهنة هي استخباراتية بالدرجة الأولى قبل أن تكون عسكرية للقضاء على أعمال العنف التي تضرب البلاد.
ويوضح أن سيطرة الجيش على جنوب وزيرستان "وإن تمت فإنها لا تعني نهاية العنف فمن الممكن أن تستمر قيادة حركة طالبا بنفس السياسة من مواقع أخرى تتجه إليها".
استبعاد
أما المحلل السياسي علي مهر فيستبعد وقوف حركة طالبان خلف هجوم الجامعة ويقول "إن ذلك لو حدث فإن الحركة ستخسر مصداقيتها لأن الجامعة متخصصة في تدريس العلوم الشرعية وهي تعلم ذلك جيدا" وحول اتهام الحكومة لها رغم نفي الحركة يقول مهر إن الحكومة "لا يوجد أمامها عدو تتهمه سوى طالبان".
كما استبعد علي مهر أن تقف أجهزة مخابرات دولية خلف هجوم الجامعة "ربما لعدم قدرتها على استخدام انتحاريين" يرى في المقابل "أن مجموعات دينية مسلحة صغيرة هي من قد تكون نفذت الهجوم وربما تحت لافتة العنف الطائفي".
ويقر المحلل فخر الرحمن في تعليقه على هجوم الجامعة الإسلامية بأن الأمن أصبح أكبر تحد أمام الحكومة، مضيفا في حديثه مع الجزيرة نت أنه بات يتوجب على الحكومة إعادة النظر في سياستها الأمنية وإلا فإنه لا نهاية لما يحدث.
ويذكر أن الجامعة الإسلامية العالمية كانت قد أسست عام 1980 بدعم من بعض الدول العربية والإسلامية ويدرس فيها حاليا قرابة 12 ألف طالب وطالبة من عشرات الجنسيات ويترأس مجلس أمنائها رئيس جمهورية باكستانية الإسلامية.
علي مهر لا يستبعد تنفيذ الهجوم من قبل مجموعة صغيرة تحت لافتة العنف الطائفي (الجزيرة نت)
وسبق أن وجهت للجامعة الإسلامية اتهامات بأنها تغذي "الإرهاب" من قبل وذلك على خلفية عدة أحداث محلية ودولية منها الهجوم الأول على مركز التجارة العالمي عام 1993 لكن لم يثبت تورط أي طالب من طلبة الجامعة في أية أعمال عنف.
يذكر أن وزير الداخلية الباكستاني في عهد حكومة بينظير بوتو الجنرال نصير الله بابر قد صرح عام 1995 قائلا "لو كان الأمر بيدي لأغلقت الجامعة الإسلامية في إسلام آباد".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا