728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

بلحاج: الحكومة تستقوي بأميركا





بلحاج رفض تحميل الجبهة الإسلامية للإنقاذ مسؤولية قدوم أميركا للجزائر (الفرنسية-أرشيف)

اتهم قيادي إسلامي جزائري الحكومة الجزائرية بمحاولة الاستقواء بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية ضد شعبها، للإفلات من المحاكم الدولية جراء ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية عند انقلابها على الشرعية في تسعينيات القرن الماضي.
وأكد علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر المحظورة في تصريحات خاصة لوكالة قدس برس، أن السفارة الأميركية في الجزائر تحولت إلى قاعدة للأفريكوم.
وأوضح أن ذلك حدث "عندما ضعف النظام في الجزائر، حيث عقدت مساعدة نائب وزير الدولة الأميركية المكلفة بالدفاع الخاص في أفريقيا فيكي هودليستون مؤتمرا صحفيا تحدثت فيه عن القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وعن الحرب على الإرهاب وعن القاعدة".
وأشار إلى أن "النظام الجزائري في علاقته مع أميركا يكيل بمكيالين، حيث نرى أنه يستنكر التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لكنه يستقوي على أبناء شعبه بعلاقته بأميركا وأوروبا، وهذا دليل على أن النظام الجزائري يكيل بمكيالين، فهو لا يرى مانعا في الاستقواء علينا بالخارج، لكنه يستنكر على المعارضة أن تعرف الخارج بقضاياها".
وحمّل بلحاج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شخصيا مسؤولية هذه الازدواجية، وقال "نحن نستغرب حقيقة موقف الرئيس بوتفليقة من هذه العلاقات، ونحن نتساءل عن سبب تغير موقفه من أميركا التي كان يرفض التعاطي معها أيام الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين".
وأضاف "أما الآن فهو لا يرى مانعا في ذلك، وهذا يعني أن بوتفليقة لم يكن على قناعة بالقضايا العادلة وإنما كان موظفا عند بو مدين، وإلا لما تراجع عن هذه المواقف".
بلحاج استغرب تغير موقف بوتفليقة من أميركا (الفرنسية-أرشيف)
رفض
ورفض بلحاج تحميل الجبهة الإسلامية للإنقاذ أي مسؤولية في قدوم الولايات المتحدة الأميركية إلى الجزائر، وقال "نحن لم نكن جسرا لقدوم أميركا إلى الجزائر، وكان الأصل ألا يسمح النظام الجزائري لأميركا بالتدخل في شؤوننا الداخلية".
وتابع "وللعلم فالجبهة الإسلامية للإنقاذ يوم أن كانت معتمدة كانت سياستها واضحة تماما، وهي مساندة القضية الفلسطينية، وقد قامت بتوأمة الجزائر والقدس ونادت للتطوع إلى الجهاد في فلسطين".
وأوضح "لكن النظام الجزائري كان يخاف من المحاكم الدولية، حيث كان لديه أكثر من 17 ألف معتقل في الصحراء وأكثر من 25 ألف مفقود، وبالتالي لجأ إلى أميركا في صفقة سنقف ضدها بالمرصاد على أساس أنها عمل مستهجن وغير مقبول لا وفقا للمنطق الإسلامي ولا بحكم ثورة الجزائر".
وقال إن ما يثير التساؤل هو أن ما يعلن عنه من تقدم في العلاقات بين الجزائر وأميركا أقل بكثير مما هو مسكوت عنه، مضيفا أن "اللافت للانتباه أيضا أن التطور في العلاقات بين النظام الجزائري والحكومة الأميركية يأتي في ظل تصاعد الحراك الشعبي المحتج على سوء الأوضاع المعيشية وترديها".
واستطرد قائلا "ولذلك أراد النظام أن يستقوي بأميركا على المعارضة وعلى الشعب، وما يحدث في السر أخطر مما هو معلن عنه، والذي يلام على كل ذلك هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
وانتقد بالحاج مشاركة عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" في أعمال منظمة "فريدم هاوس"، وقال: "خدمة الإسلام لا تكون إلا بالإسلام وبالتزام أحكام الشريعة، ولا يمكن لحزب سياسي له خلفية إسلامية ويناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن ينسق مع أميركا بهذه الطريقة، ومع منظمات مشبوهة".
وأضاف "ولذلك لا بد من الوضوح في هذه المسألة، صحيح أن الجبهة ضُربت، ولكن لا يجوز أن ندخل في الدين ما ليس منه بدعوى التكتيك، فهذا خطر يشوّه الحركة الإسلامية وننصح إخوتنا بالبعد عن هذه المنظمات".
المصدر: قدس برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا