728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الزيتون رمز آخر للصمود الفلسطيني





شجرة الزيتون تعاني لأنها فلسيطينية

تبخرت طوابير المركبات المحملة بالزيتون أمام معاصر الزيت المنتشرة على شارع صلاح الدين الرئيس في قطاع غزة، حيث يصل المزارعون على استحياء، فيما انقطع آخرون عن الزيارة السنوية.

وشهد موسم الزيت هذا العام في غزة تراجعاً غير مسبوق منذ عدة عقود، فقد التهمت الحرب على غزة أربعة آلاف دونم من أشجار الزيتون في حين سجل الموسم إنتاجا لم يتجاوز 20% من المعتاد سنوياً.

يتصاعد عمود رفيع من الدخان من موقد النار داخل معصرة أبو عودة الكائنة في الشارع العام، فبإمكان العمال أن يشربوا الشاي مطمئنين بعيدا عن ضغط العمل في مثل هذه الأيام.

يتنقل نصر أبو عودة صاحب المعصرة بخبرة عالية بين الآلات والعمال ليزودهم بقليل من التعليمات.

وفي مكتب (أبو عودة العلوي) المطل على المعصرة يقول إن الإنتاج الحالي لم يتجاوز 5% إلى 10% من ثمار الزيتون، مما أكسب الثمار نسبة زيت مرتفعة وصلت إلى 20%.

وتراوح أسعار الزيت هذا العام بين 140 و180 ديناراً أردنياً للعبوة فئة 16 كيلوغراما وهو سعر مرتفع بشكل غير معهود عن أسواق غزة.

معاناة أصحاب المعاصر

ويعاني أصحاب معاصر الزيت من آثار الحصار المفروض على غزة فيواجهون صعوبة بالغة في توفير قطع الغيار للآلات ما يضطرهم لجلبها عبر الضفة الغربية إن أمكن أو الأنفاق الحدودية مع مصر.

وكان وزير الزراعة في غزة محمد الآغا قد افتتح مؤخراً موسم قطف الزيتون وكذلك قام بزيارة بعض المزارعين وعزاهم بضعف الإنتاج.


ونقلت وكالة قدس برس عن الآغا قوله إن الاحتلال جرف 130 ألف شجرة بغزة والتهم الجدار العنصري بالضفة مليون شجرة, مضيفا أن القصف بالصواريخ والفوسفور الأبيض والأسلحة الكيمياوية أثر على الثمار.

واعتبر أن استهداف شجرة الزيتون تحديداً سياسة قديمة ينتهجها الاحتلال لأنها شجرة عريقة تعبر عن تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني على أرضه منذ الأزل، مؤكداً على ضرورة التصدي لهذه السياسة وإحباطها وذلك بالتمترس على الأرض وزراعتها بأكبر قدر من أشجار الزيتون والنخيل.

وتعهد الآغا بتعويض المزارعين عن أشجارهم التي جرفها الاحتلال، ولا سيما خلال الحرب قائلاً "سنقوم بزراعة شجرة زيتون مقابل كل زيتونة اقتلعت أو تضررت بفعل الاحتلال"، مشيراً إلى أن وزارته تداركت أزمة نقص الزيتون من خلال تشييد مشتل جديد يضم مليون شتلة زيتون، سوف يتم توزيعها مطلع العام المقبل على المزارعين الذين اقتلعت أشجارهم كتعويض من الوزارة من أجل سد الثغرة في إنتاج الزيتون.

ورجح الآغا ألا تزيد نسبة الإنتاج لهذا العام عن 20% مقارنة بنسبة إنتاج العام الماضي، مشدداً على أن ما تسعى إليه وزارة الزراعة هو إنتاج زيت عالي الجودة وبمواصفات جيدة، مؤكداً أن وزارته تبحث عن مصادر بديلة لسد العجز في كميه الزيت لهذا العام في ظل هذا النقص الكبير في كمية الزيتون.

إعادة التشجير
وبدأت وزارة الزراعة بغزة منذ انتهاء الحرب بإعادة تشجير أراضي المزارعين المدمرة بينما بدأت بعض المؤسسات الإغاثية في اقتفاء أثرها.

وتقع معظم أشجار الزيتون في المنطقة الحدودية لقطاع غزة وهو ما جعلها دوما عرضة لعدوان الاحتلال ويفضل المزارعون زراعة الزيتون لوفرة إنتاجه وعدم احتياجه كثيرا من العناية.

وقال محمود البنا مدير الإرشاد في وزارة الزراعة إن قطاع غزة أنتج مائتي طن زيت هذا العام من أصل 1500 كان ينتجها سنويا.

وتحتاج أسواق قطاع غزة إلى 3250 طنا حيث يمثل الزيت سلعة موسمية يعتمد عليها السكان مما سيضطر المواطنين لتوفير الزيت عبر شراء زيت الضفة أو غيرها.

وأضاف "دورنا كوزارة إرشادي ونسبة الزيت حاليا مرتفعة ووصلت 20% بسبب ضعف الحمل السنوي".

وينتج قطاع غزة أربعة أنواع من الزيت من أصل أصناف أشجاره الأربعة الشهيرة. ويقول نصر أبو عودة وهو صاحب معصرة إن أفضله الزيتون السرّي ويعطي أفضل زيت وهو قديم ومعظمه جرفه الاحتلال ثم يأتي الشملاني ومعظمه في جنوب القطاع ثم k18 وعمر شجرته ما بين عشرين و 25 سنة وينتج الزيت بغزارة ثم الزيتون النبالي ولا يتمتع بوفرة بالزيت.

المصدر: قدس برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا