728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

مآخذ سورية على وزير الخارجية الفرنسي


عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الفرنسي برنارد كوشنير في مطلع الشهر الجاري مؤتمراً صحافياً تحدثا خلاله عن إتفاق الشراكة السوري الأوروبي، وبدا واضحاً خلال المؤتمر وجود خلاف بين الطرفين بسبب التجاذبات حول التوقيع على الإتفاق. ففي حين أكد كوشنير ان سوريا ستوقع على الإتفاقية مع الشروط السياسية الواردة فيها قال المعلم "عندما يصلنا الاتفاق سننظر في الأمر" . وفيما أفادت معلومات واردة من دمشق بان لدى المسؤولين هناك مآخذ على تعاطي كوشنير مع القضايا أكدت ان سوريا تبدي ارتياحها الكامل لمواقف ساركوزي تجاهها.

بيروت: يوم وقف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى جانب نظيره الفرنسي برنار كوشنير في المؤتمر الصحفي الذي عقداه معاً في باريس مطلع الشهر الجاري وتناولا فيه موضوع توقيع سوريا على إتفاقية الشراكة مع أوروبا ظهرت ملامح خلاف بين الاثنين. وثمة من توقع حصول "شيء ما" يعرقل التوقيع على الاتفاقية. فقد تحدث كوشنير عن ان دمشق ستوقع على الاتفاقية في السادس والعشرين من الشهر الجاري مع الشروط السياسية الواردة فيها فعلق المعلم انه لا يحبذ وجود شروط ولن يوقع على شروط، الا ان كوشنير نظر الى المعلم وقال "ستوقعون على الاتفاقية ومع الشروط أيضاً"، فما كان من الوزير السوري ان اجاب "عندما يصلنا الاتفاق سننظر في الأمر".

المتابعون لوقائع هذا المؤتمر ادركوا ان الاتفاق المذكور لن يمر بسهولة وقد يشهد من الآن (تاريخ عقد المؤتمر الصحفي) حتى موعد وصوله الى العاصمة السورية"محطات"عدة ربما تلامس في معطياتها العلاقات السورية – الفرنسية التي بلغت مرحلة متقدمة منذ اعتلاء الرئيس نيكولا ساركوزي سدة الحكم في فرنسا. وهذا ما حصل اذ اعلنت دمشق تريثها في التوقيع على الاتفاق وتزامن ذلك مع إلغاء الوزير كوشنير من جولته المعلنة الى المنطقة والتي كانت تشمل لبنان وسوريا وإسرائيل زيارة الدولتين الأخيرتين لتقتصر على لبنان الذي يصله غداً الخميس.

في ما يخص الطلب السوري بإرجاء التوقيع على اتفاق الشراكة الأوروبية التي سعت دمشق جاهدة للحصول عليه، ذكر المسؤولون السوريون انه منذ التوقيع بالاحرف الأولى على هذا الاتفاق في العام 2006 ثمة متغيرات كثيرة حصلت خصوصاً على صعيد عملية الاصلاح والتحديث الجاري في البلاد، والتي شملت في ما شملت، النظام الضريبي وتحرير التجارة وتشجيع الاستثمار، وهذا ما طالبت به بنود في مسودة الاتفاق من هنا فان اعادة النظر فيها وتعديلها أمر لا بد منه بحيث يتماشى مع المعطيات الجديدة التي شهدتها سوريا على مدى السنوات الأربع.

ويأخذ الجانب السوري على الاتحاد الأوروبي استعجاله دمشق للتوقيع على اتفاق استغرقت رحلته في خضم المد والجزر اكثر من اربع سنوات، في موعد زمني لا يتجاوز الأسبوعين، وهي رحلة حفلت بالاحداث والتطورات ابرزها قيام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بتجميد الاتفاق متخذاً إياه أداة ضغط سياسية على سوريا، قبل ان يعود الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي الى الدفع باتجاه التوقيع إنسجاماً مع توجهه القائل بضرورة الانفتاح على سوريا والتحاور معها لما لها من دور اساسي وفعال في الشرق الأوسط.

كما يبدي الجانب السوري استغرابه من اتخاذ قضية حقوق الانسان ذريعة لتعطيل اتفاق الشراكة الأوروبية مع سوريا بحجة انتهاكها لهذه الحقوق كما فعل وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن الذي استخدم هذا الموضوع لأسباب انتخابية داخلية تتناغم مع طموحاته بان يصبح رئيساً للحكومة، ولوح بالإعتراض على توقيع الاتفاق قبل ان يعدل عن رأيه تحت ضغط دول أوروبية، موحياً في الوقت نفسه الى احتمال تجميد الاتفاق حتى بعد توقيعه. ويذكّر مصدر سوري مطلع كيف واجه الوزير المعلم الوزير الهولندي إبان زيارة الأخير الى دمشق قبل أشهر وقوله له أمام وسائل الاعلام"إنك تتدخل في شؤوننا الداخلية وهذا أمر مرفوض".

كذلك يتوقف المصدر عند الموقف الهولندي من تقرير غولدستون حيث صوت المندوب الهولندي في جنيف ضد هذا القرار، متسائلاً: "أليس في ذلك تناقضاً واضحاً بين حرص هولندا على حقوق الانسان وتجاهلها لهذه الحقوق حين يتعلق الأمر بحماية إسرائيل".

وعن إرجاء الوزير كوشنير لزيارته التي كانت مقررة الى سوريا وإسرائيل والضفة الغربية، قال المصدر السوري المطلع لـ "إيلاف" لقد تبلغنا طلب الارجاء الذي اعطى له المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أسباباً عدة بدا بعضها غير مقنع كما تبين في المؤتمر الصحفي الذي عقده في باريس لهذه الغاية. فقد عزا الارجاء لأسباب تنظيمية قبل ان يشير الى تشابك اعمال الوزير وصعوبة تركيب المواعيد".

ولوحظ تجنبه الاجابة عن سؤال اذا ما كان رفض سوريا توقيع اتفاقية الشراكة مع اوروبا وتوقيفها المحامي الناشط في حقوق الانسان هيثم ملاح وراء ارجاء الزيارة الى دمشق اذ قال"ان باريس تتطرق لكل المواضيع عندما تتحدث مع دمشق بما فيها مسألة حقوق الانسان، كما ان الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي ملف مهم ولكن يجب التأكيد ان فرنسا كانت قد أخذت المبادرة باعادته الى طاولة النقاش".

وما لم يقله المصدر السوري المطلع ذكرته المعلومات الواردة من العاصمة السورية التي افادت بان لدى المسؤولين السوريين مآخذ على تعاطي الوزير كوشنير مع القضايا السورية اظهرت تبايناً في الرأي حولها بينه وبين الرئيس ساركوزي الذي تبدي دمشق ارتياحها الكامل لمواقفه تجاه سوريا ولعلاقة الود والاحترام المتبادل التي تجمع بينه وبين الرئيس بشار الأسد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا