728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

معركة وزيرستان بين الحسم والغرق

مهيوب خضر-إسلام آباد
بعد طول جدل وانتظار حسم الجيش الباكستاني أمره وقرر خوض معركة جنوب وزيرستان. معركة وإن هدفت إلى استئصال خطر "الطلبنة" من جذوره إلا أنها وبحسب مراقبين تحمل وجهين من النتائج لا ثالث لهما، فإما أن ينتصر الجيش أو يغرق في مستنقع حرب عصابات في منطقة تصب جغرافيتها في صالح حركة طالبان.
ثلاثون ألف جندي من مشاة القوات البرية مدعومون بغطاء جوي يواجهون عشرة آلاف مقاتل من حركة طالبان يدعمهم عدة مئات من الأجانب بحسب تصريحات الجيش، هذان هما طرفا الصراع في جنوب وزيرستان التي حاول الجيش دخولها مسبقا ولم يتمكن من ذلك وبقيت المواجهة مقصورة على القصف الجوي.
وقد أعرب الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس عن تفاؤله في أن المعركة تسير بشكل جيد قائلا في أول مؤتمر صحفي له عقب شن العملية الاثنين الماضي "إن القوات البرية حققت بعض الأهداف قبل أوانها"، ومع ذلك امتنع عباس عن تحديد إطار زمني للعملية التي قال إن الجيش وضع لها إطارا ولكن لا يرغب في إعلانه.

وزيرستان ليست سوات
حسن خان
وشكك رئيس تحرير قناة خيبر الناطقة بلغة البشتو حسن خان في قدرة الجيش على كسب المعركة واصفا قرار شنها بأنه غير ذكي، وأضاف أن نجاح الجيش في وادي سوات لا يعني أنه سيحقق الشيء ذاته في وزيرستان، مشيرا إلى أن سوات منطقة مغلقة ووزيرستان مفتوحة على حدود طويلة مع أفغانستان بما يسمح بتبادل الدعم من الطرفين.
ورأى خان أن الحل السياسي كان هو الخيار الأفضل للحكومة والجيش مستبعدا أي نصر حاسم للقوات البرية في وزيرستان رغم استعدادها للهجوم مدة أربعة أشهر وحصول الجيش على دعم سياسي من الأحزاب السياسية، وأوضح أن فشل الولايات المتحدة في أفغانستان لثماني سنوات سيناريو قد يكرر نفسه في وزيرستان.
وفي اليوم الثالث لعملية وزيرستان التي أطلق عليها الجيش اسم "طريق النجاة" وصل قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال ديفد بتراوس لمتابعة ملف العملية وتقييم انطلاقتها وسط مطالب قدمها الجانب الباكستاني بضرورة تكثيف القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الطرف الآخر من الحدود جهودهما لوقف تهريب الأسلحة ومنع عمليات التسلل.
تحديات صعبة
وعن التحديات التي يمكن أن تقف أمام الجيش الباكستاني في وزيرستان قال المحلل السياسي أفضل خان إنها تتلخص أولا في جغرافية المنطقة التي تصب في مصلحة طالبان، وثانيا في عدم وجود دعم للجيش من سكان وزيرستان على غير ما جرى في سوات، وثالثا في التوقيت الخطأ للعملية الذي يصادف بداية فصل الشتاء.
المحلل أفضل خان
ورابعا والأهم -برأي خان- في وجود معلومات بأن قوات الناتو قامت بتفكيك نقاط تفتيش لها على حدود أفغانستان المطلة على جنوب وزيرستان بما يسمح لطالبان باكستان بالهروب إلى أفغانستان إلى حين انتهاء العملية ومن ثم العودة إلى وزيرستان مجددا.
وأضاف خان أن ضغوطا خارجية مورست على الحكومة والجيش لشن عملية وزيرستان التي قال إنها ستكون مهمة صعبة ومكلفة ومفتوحة السقف الزمني، مشيرا إلى أن الجيش أعلن أن العملية ستنتهي في غضون شهرين قبل بدئها، ومع أول أيامها تراجع لصالح جعل إطارها الزمني مفتوحا.
السيطرة على النووي
من جانبه قام الجيش بتوزيع منشورات عبر الجو على مقاطعة جنوب وزيرستان تحمل اسم قائد الجيش الجنرال أشفق كياني يدعو فيها قبائل محسود إلى دعم الجيش في مواجهة طالبان.
واجتمعت الصحف الباكستانية على وصف عملية جنوب وزيرستان بالمهمة المعقدة. وبينما اعتبرتها صحيفة ذي نيشن مصيدة أميركية لإضعاف الجيش وربما السيطرة على المشروع النووي الباكستاني لاحقا، قالت صحيفة ذي نيوز إنها قد تستغرق أشهرا، داعية الجيش إلى العمل على تحييد بعض قبائل وزيرستان كعامل مساعد في كسب المعركة.
وأمام هذا الصراع الدامي الذي أسفر وبحسب الجيش عن مقتل أكثر من 75 مسلحا من طالبان مقابل تسعة جنود، تقع عملية نزوح واسعة من السكان المدنيين قد يصل عددهم خلال الأيام القليلة وبحسب مصادر الأمم المتحدة إلى ربع مليون شخص.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا