728

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الوكالة الذرية: مهلة يومين للموافقة على مسودة الاتفاق


البرادعي يعلن التوصل إلى مسودة إتفاق مع إيران

وفد أميركي يجتمع مع وفد إيراني على إنفراد في فيينا

اليورانيوم الايراني: المناقشات بناءة وتستأنف الاربعاء

تفجير ايران يسيء الى صورة الحرس الثوري

مسودة الاتفاق تهدف الى تقليص مخزون طهران من اليورانيوم المخصب.

فيينا: قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوم الاربعاء لايران وثلاث قوى كبرى مسودة اتفاق لاقرارها في غضون يومين لتقليص مخزون طهران من اليورانيوم المخصب الذي يرى الغرب أنه يمثل خطرا اذ يتيح انتاج أسلحة نووية.

وامتنعت ايران عن القول ما اذا كانت ستساند الخطة التي قال دبلوماسيون غربيون انها تطالب الجمهورية الاسلامية بارسال 1.2 طن من مخزونها المعروف من اليورانيوم المنخفض التخصيب والبالغ 1.5 طن الى روسيا وفرنسا بحلول نهاية العام لتحويله الى وقود لمنشأة نووية للاغراض الطبية في طهران.

ولمح مبعوث ايران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى أن حكومته قد تطلب تعديلات.

وأشار دبلوماسيون الى أن ذلك يمكن أن يقوض الاتفاق اذا تجاوزت التعديلات "خطوطا حمراء" وضعت لخلق ثقة في أن ايران لا تسعى الى خيار الاسلحة النووية. لكن الرفض التام أقل احتمالا فيما يبدو حيث أنه قد يحيي الضغط الغربي لفرض عقوبات أشد من الامم المتحدة على ايران.

وقال السفير الايراني علي أصغر سلطانية للصحفيين "علينا أن ندرس هذا النص بدقة و... نعود لابداء رأينا واقتراحاتنا أو تعليقاتنا من أجل التوصل الى حل ودي في اخر المطاف. نحن نرحب بهذا الحدث ونتعاون بشكل كامل."

ولم تسفر محادثات استمرت ثلاثة أيام في فيينا عن ابرام الاتفاق الذي سعت اليه وكالة الطاقة الذرية والقوى الثلاث فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وقال دبلوماسيون غربيون ان ذلك يرجع الى أن ايران طرحت العديد من الاسئلة بخصوص جوانب أساسية للخطة التي كانت قد وافقت عليها بالفعل من حيث المبدأ.

ولجأت ايران في الماضي الى مناورات لتبديد الوقت منها الاحجام عن تقديم اجابات واضحة على عروض خلال محادثات بينما سعت لتسريع برنامجها السري لتخصيب اليورانيوم.

وأعلن محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية عن مسودة الاتفاق بعد محادثات فيينا. وقال للصحفيين "وزعت مسودة اتفاق يعكس من وجهة نظري نهجا متوازنا تجاه كيفية المضي قدما. المهلة المحددة للاطراف حتى ترد بالايجاب كما امل تنتهي الجمعة."

وأضاف معبرا عن حالة واسعة النطاق من عدم اليقين في أن ايران ستقدم تنازلات ملموسة " أتمنى أن نحصل على موافقة كل الاطراف يوم الجمعة".

وتحد مسودة الاتفاق من الخطر الكبير الذي يراه الغرب في أن تستخدم ايران مخزونها المتزايد من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتنقيه سرا لمستوى أعلى مناسب لصنع رؤوس نووية. ويساور الغرب الشك تجاه ايران بسبب السرية التي تحيط بها برنامجها النووي والقيود التي تفرضها على عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية.


وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الحاجة تدعو الى " عمل فوري" لتحويل مسودة اتفاق اليورانيوم المنخفض التخصيب الى حقيقة. زأضافت في كلمة ألقتها في واشنطن " الباب مفتوح لمستقبل أفضل لايران ولكن عملية المشاركة لا يمكن أن تكون بلا نهاية. لسنا مستعدين للتحدث فقط لغرض التحدث."

وذكر جاك أوديبير مدير الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الفرنسية أن المسودة التي أعدها البرادعي تناسب فرنسا والقوى الاخرى وأن ايران أمامها يومان "لتبلغنا بما اذا كانت مناسبة لها."

وقال لتلفزيون (فرنسا 24) ان الخطة اذا نفذت "ستقلل التوتر بخصوص حملة ايران النووية".

وتمكنت ايران -التي تقول ان برنامجها الخاص بالطاقة النووية لا يهدف الا لتوليد الكهرباء- بالفعل من تجميع كمية من اليورانيوم المنخفض التخصيب تكفي لقنبلة واحدة اذا خصبت بدرجة أكبر.

واقترب برنامج التخصيب الايراني من مستوى صناعي في غضون العام المنقضي لكنها لا تملك محطات عاملة للطاقة النووية يمكن أن تستخدم اليورانيوم المنخفض التخصيب.

ووافقت طهران من حيث المبدأ على خطة وكالة الطاقة الذرية خلال محادثات مع ست قوى عالمية في جنيف في الاول من أكتوبر تشرين الاول. ثم تراجعت عن ذلك فيما يبدو وأعلنت أنها تستطيع أن تتولى بنفسها تخصيب اليورانيوم الى مستوى أعلى اذا كانت بنود الاتفاق غير مقبولة.

ويتضمن الاتفاق أن تتولى روسيا تخصيب اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة خمسة في المئة الى نسبة 19.7 في المئة وأن تحوله فرنسا الى قضبان وقود لتشغيل مفاعل طهران.

ويتوقع أن ينفد مخزون الوقود الذي وردته الارجنتين عام 1993 لتشغيل المفاعل الذي يرجع الى حقبة الستينات في غضون نحو عام. وتحظر عقوبات فرضتها الامم المتحدة على ايران لرفضها وقف التخصيب الاتجار مع طهران في أي مواد نووية حساسة.

وقال البرادعي "الجميع يدرك أن هذا الاتفاق اجراء مهم جدا لبناء الثقة يمكن أن ينزع فتيل أزمة مستمرة منذ عدة سنوات وأن يفتح المجال ( للمزيد) من المفاوضات" بخصوص خلافات أخرى.
وكان يشير بذلك الى مطالبة مجلس الامن الدولي ووكالة الطاقة الذرية منذ وقت طويل لايران بوقف التخصيب والسماح بعمليات تفتيش أوسع نطاقا للتحقق من أنها لا تخفي أنشطة نووية أخرى يمكن أن تؤدي الى انتشار نووي. وكشفت ايران الشهر الماضي عن موقع ثان للتخصيب يجري انشاؤه منذ عام 2006 لكن لم يعلن عنه للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت محادثات فيينا أول متابعة لتفاهمات أمكن التوصل اليها في جنيف. ووافقت ايران في جنيف أيضا على السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بدخول موقع التخصيب الذي لم تعلن عنه من قبل يوم 25 أكتوبر تشرين الاول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا