728

السبت، 26 سبتمبر 2009

خادم الحرمين: جامعة الملك عبد الله تستهدف خدمة الدين والوطن

جدة:
أكد خادم الحرمين الشريفين أن تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يأتي لخدمة الدين والوطن والأهل في محيط من القيم والأخلاق والأصالة لتعزيز مفاهيم العطاء العلمي تجسيدا على تراب المملكة الطاهرة.
وتمنى الملك عبد الله في برقية شكر جوابية للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أن تكون الجامعة منارة علم يستفيد منها أبناء الوطن «في ما يعود نفعه على ديننا ثم بلادنا والعالم أجمع، من خلال تمازج الأفكار والعلوم». ووجّه الملك عبد الله في برقيته الشكر إلى الأمير سلطان على مشاعره الكريمة تجاهه وتجاه ما قام به لخدمة دينه ووطنه والذي تجسد في بعض معانيه في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وكانت برقية الأمير سلطان لخادم الحرمين الشريفين، قد تضمنت شعوره بالغبطة والسرور لمشاهدة تأسيس هذه الجامعة وافتتاحها ضمن مشروع وطني كبير تزامن مع اليوم الوطني.

وقال ولي العهد مخاطبا خادم الحرمين الشريفين: «عرفتك شغوفا بالوطن، مخلصا للعقيدة، وفيا للأمة، محبا للإنسانية، وحريصا على العلم وأهله».

وفي ما يلي نص البرقيتين:

«أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلقينا كتابكم المؤرخ في 5/10/1430 هـ، والذي حمل إلينا مشاعركم الكريمة تجاهنا وتجاه ما قمنا به نحو ديننا ووطننا والذي تجسد في بعض معانيه في ما أقمناه من صرح علمي عالمي حاضنته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والتي نأمل أن تكون منارة علم يستفيد منها أبناء وطننا فيما يعود نفعه على ديننا ثم بلادنا والعالم أجمع، من خلال تمازج الأفكار والعلوم. ويعلم الله أننا في توجهنا هذا لا نسعى إلا لخدمة ديننا وبلادنا وأهلنا في محيط من القيم والأخلاق والأصالة، لتعزيز مفاهيم العطاء العلمي تجسيدا على تراب أرضنا الطاهرة.

وكم كانت سعادتي بالغة أن يتزامن افتتاح الجامعة مع ذكرى اليوم الوطني الذي نستذكر فيه كفاح وعزيمة مؤسس دولتنا الحديثة الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وخليق بمثل هذه الجامعة أن تكون رمز وفاء لموحد دولتنا الذي أفنى عمره في سبيل الله ـ جل جلاله ـ ثم تجسيد حلمه الوحدوي الذي حمله هاجسا ملحّا وتوجه بقيام دولتنا الحديثة المملكة العربية السعودية. فوفاء لهذا الرجل العظيم نقدم هذه الجامعة كبعض قطاف زرعه معلما حضاريا وإنسانيا وعلميا لعلنا بذلك نوفيه بعض حقه من الوفاء.

هذا، وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد رفع البرقية التالية لخادم الحرمين الشريفين:

«سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في يوم احتفالنا بالوطن، في يوم الوطن الغالي، وبما يحمله هذا اليوم من معان وقيم، ويجسده من أعمال وإنجازات وما تزامن به هذا اليوم التاسع والسبعون من افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بحضور حشد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة، وشخصيات عالمية بارزة، وعلماء وباحثين من مختلف دول العالم، نبارك لكم يا خادم الحرمين الشريفين، ونبارك للوطن هذا الإنجاز العلمي العالمي الذي تحقق على أرض الحرمين الشريفين، وتحقق على أرض الواقع، بعد أن كان حلما راودكم خلال خمسة وعشرين عاما، وتحقق في زمن قياسي بفضل الله ثم بفضل توجيهاتكم ورؤيتكم في تأسيس هذه الجامعة العالمية.

إنني ـ يا سيدي ـ أشعر بالغبطة والسرور ونحن في المملكة العربية السعودية نشهد ملحمة تأسيس هذه الجامعة وافتتاحها ضمن مشروع وطني كبير تزامن هذا العام مع ابتهاجنا باليوم الوطني لبلادنا. ولا شك أن شهادة من شرف حفل افتتاح هذه الجامعة هو وسام تقدير لنا، وتعبير عن ما يحتله شخصكم ـ حفظكم الله ـ من تقدير عالمي ومكانة بارزة في التاريخ المعاصر للمنطقة والعالم، وتقدير آخر لمستوى وتقدم هذه الجامعة وعالميتها، بأهدافها وتوجهاتها وبرامجها في خدمة العلوم والتقنية في الحياة الإنسانية.

سيدي خادم الحرمين الشريفين..

لقد عرفتك شغوفا بالوطن، مخلصا للعقيدة، وفيا للأمة، محبا للإنسانية، وحريصا على العلم وأهله، فسخّرت يا سيدي ما تملك من مال وجهد ومكانة للتوفيق بين الحضارات، ولنشر قيم العدل والتسامح، وعملت على تقديم الحوار سبيلا لحل النزاعات وتبديد الخلافات وفتح قنوات التعاون الحضاري بين الأمم والشعوب، فعرفكم العالم قائدا ملهما، وسياسيا حكيما، داعيا للسلام، مبشرا بالخير، عطوفا على الفقراء، وحريصا على العلماء تفيضون إنسانية ورحمة، فأتت هذه الجامعة رمزا لتلك الجهود، وثمرة نقطفها اليوم، بعد أن وُلدَت حلما، وتربت فكرة، وتجسدت مشروعا، رعيتموه لبنة لبنة، وخطوة خطوة، إيمانا منكم ـ حفظكم الله ـ بأهمية وأفضلية العلم، كما في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْمَلُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ).

وقد جاءت هذه الجامعة لتجسيد رغبة منكم في إحياء ما صلح به أول هذه الأمة وساد، لتستوي اليوم شامخة بدعمكم، تعمل لخدمة شعب المملكة، وتنهل منها شعوب العالم، يجتمعون في رحابها، يربط بينهم رحم العلم، ويجمعهم الأمل، مصداقا لقوله تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، متطلعين إلى أن يقدّموا للبشرية ما ينفعها ولا يضرها، يتعارفون في محيطها، ويتواصلون بنور علمها، ويتنافسون بأدواتها، ثم ينتشرون في العالم رسل رحمة، ودعاة خير وبناء وتنمية للإنسان.

يا سيدي..

إن هذه الجامعة ما هي إلا لبنة واحدة في مشروعكم الوطني الكبير للتحديث، فلقد شيدتم المدن الصناعية، ودعمتم الأبحاث والكراسي العلمية، وضاعفتم عدد الجامعات السعودية، وبنيتم اقتصادا يقوم على المعرفة، واستثمرتم في الإنسان تعليما وتدريبا وتوظيفا لأنه ثروة الوطن التي لا تنضب. ونحمد الله أن بلادنا اليوم جنبا إلى جنب في صفوف دول متقدمة، ونسير بها بجد وعزيمة نحو العالم الصناعي الأول، وقد أخذنا بالأسباب المادية متوكلين على الله، ثم متسلحين بعزيمة المؤمن التي لا تلين.

إنني أشعر بغبطة كبيرة وأنت ـ يا سيدي- تحقق بعض أحلامك الكبار، وأسأل الله العلي القدير أن يتحقق على يديك الكريمتين، وفي عهدك الميمون، المزيد مما خططت له لصالح هذا الشعب الوفي والوطن العظيم.

حفظك الله للوطن ذخرا، وللإنسانية ملكا متوجا، وأمدك بعونه ورعايته، وأنعم عليك بالصحة ومزيد من التوفيق».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا