728

السبت، 26 سبتمبر 2009

لسلامة الشرق الأوسط:دعوة لتخفيف التصعيد ضد إيران




تصعيد الغرب ضد طهران قد يزيدها تصميما وصلابة (رويترز)

الكشف الأخير عن المنشأة النووية الإيرانية احتل مساحة هامة في الصحف البريطانية التي دعا بعضها الغرب إلى تخفيف الخطاب ضد إيران لسلامة الشرق الأوسط، ووصف بعضها الأمر بأنه فرصة عابرة لحوار جاد، وتناولت الصحف التهديدات الغربية التي قد ترقى إلى المواجهة العسكرية.

فقد علق أدريان هاميلتون من صحيفة ذي إندبندنت على الكشف الأخير عن المنشأة النووية الإيرانية بدعوة الغرب إلى تخفيف لهجته تجاه طهران من أجل سلامة الشرق الأوسط.

واستهل الكاتب مقاله بمفارقة بين ما رددته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطلع الأسبوع حين قالت إن العقوبات لم تؤت أكلها مع بورما ويجب أن يستبدل بها الحوار، وبين ما قاله الرئيس باراك أوباما نهاية الأسبوع من ضرورة تشديد العقوبات على إيران.

ورأى أن المشكلة تكمن في أن إيران بلد يصعب التعاطي معه خاصة عقب إعادة انتخاب الرئيس "الراديكالي" محمود أحمدي نجاد، وفي أن طموحاتها واستعداداتها للتسوية غامضة.

وذكَر بأن إيران من الدول الموقعة على منع انتشار الأسلحة النووية، ومن حقها حسب الاتفاقية تخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود، كما أنها قبلت دخول المفتشين الدوليين إلى منشآتها، وإن لم يكن بشكل كامل.

وهذا الكشف عن المنشأة النووية من قبل الغرب الذي كان على علم بذلك لفترة ما وقد طفا على السطح بهدف الضغط على المحادثات بين طهران والغرب في أكتوبر/تشرين الأول، ربما سيشكل حرجا للنظام الإيراني.

وكما أن إسرائيل -حسب تعبير الكاتب- تقيم أمنها بناء على ما تتصوره من تهديد جيرانها العرب، فإن إيران أيضا بنت موقفها وفقا للهجمات المتكررة من قبل جيرانها والغرب.

وخلص إلى التحذير من أن تصعيد الخطاب ضد إيران من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في هذه الأثناء من شأنه أن يؤتي بنتائج عكسية بحيث يزيد من تصميم طهران على إنتاج السلاح النووي بدلا من الضغط عليها للالتزام بقرارات الأمم المتحدة ووقف التخصيب.

واختتم بأن الإيرانيين لديهم من الاعتداد بالنفس ما يجعلهم لا يخضعون للتهديدات التي أطلقتها إسرائيل في الأمم المتحدة حين أعرب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن رغبته في المواجهة السريعة، وبدت فرنسا وأميركا وبريطانيا متوائمة معه، معربا عن أمله في أن يتم تخفيف هذا الخطاب قبل أن يتصاعد، لأن ذلك لا يصب في مصلحة الشرق الأوسط.

إيران ضُبطت متلبسة

"
الكشف عن منشأة نووية سرية في إيران فرصة عابرة لإطلاق مفاوضات جدية بين الغرب وطهران
"
تسدال
وتحت هذا العنوان كتب المعلق الدائم في صحيفة ذي غارديان سايمون تسدال مقالا يصف فيه الكشف عن منشأة نووية سرية في إيران بأنه فرصة عابرة لإطلاق مفاوضات جدية مع الغرب.

وقال إن قادة إيران دأبوا على الغش واللعب المزدوج والحوارات المتقطعة مع الغرب، ولكنهم هذه المرة ضبطوا متلبسين، لأن الكشف عن المنشأة يجردهم من أوراق الخداع.

وأشار إلى أن بريطانيا بدأت تغير مسلكها تجاه إيران، إذ إن دبلوماسيين في الخارجية دعوا بشكل سري على مدى عدة أشهر إلى تشديد العقوبات بحلول فصل الخريف.

ويتوقع تسدال من فرنسا وألمانيا تبني مواقف أكثر صلابة تجاه طهران، واتخاذ إجراءات لتقويض قطاع التجارة الخاص والتبادلات المالية مع طهران.

ويحذر الكاتب من أن هذا الكشف الأخير عن المفاعل النووي الإيراني سيعزز الجدل في أوساط الدول المجاورة وخاصة السعودية وتركيا ومصر حول امتلاك القدرات النووية، مما يدير عجلة سباق التسلح في الشرق الأوسط.

تصعيد عسكري

أما صحيفة ذي تايمز فكتبت تقريرها تحت عنوان "أوباما يرفع آفاق المواجهة النووية مع عثور الحلفاء على موقع قرب مدينة قم الإيرانية" لتقول إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أعدت مسرح المواجهة مع إيران لدى الكشف عن وجود منشأة سرية داخل جبل بالقرب من مدينة قم المقدسة، "كدليل على خداع إيران للمجتمع الدولي".

ونقلت الصحيفة تهديدات كل من أميركا وفرنسا وبريطانيا ومطالبتها بضرورة كشف إيران عن كافة طموحاتها النووية، وتهديداتهم بفرض مزيد من العقوبات.

وأشارت الصحيفة إلى أن تهديد أوباما بلغ المستوى العسكري حين قال "إن رفض إيران التراجع عن مساعيها لامتلاك أسلحة نووية قد يؤدي إلى طريق المواجهة".

ولفتت ذي تايمز إلى أن الكشف الأخير عن المنشأة النووية الإيرانية جاء على يد المخابرات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، مضيفة أن ذلك سيشكل تحديا كبيرا أمام اللقاء المقبل بين إيران وأعضاء مجلس الأمن الخمسة وألمانيا.

المصدر: الصحافة البريطانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا