728

السبت، 26 سبتمبر 2009

مطالبات دولية برد فوري على إعلان طهران في أروقة الأمم المتحدة

شكل إعلان ايران المفاجئ عن امتلاك مصنع نووي سري لتخصيب اليورانيوم صدمة في أوساط المجتمع الدولي استدعى ردود افعال سريعة حيث طالبت اسرائيل برد ايراني فوري على الكشف عن وجود المنشأة أمس في أروقة الأمم المتحدة. لكن في المقابل أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم هي مفتوحة امام مفتشي الامم المتحدة. كما ونفى الرئيس الايراني في حوار لمجلة تايم وجود أي طابع سري لبرنامج بلاده النووي، قائلا "لا اسرار لدينا، نحن نعمل داخل إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

القدس، وكالات: قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان السبت إن الكشف عن وجود منشأة نووية ثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران يستدعي "ردا لا لبس فيه" من قبل القوى العظمى لدى اجتماعها مع طهران في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. واوضح ليبرمان للاذاعة الرسمية ان "الكشف عن المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران يبرهن بلا ادنى شك ان هذا البلد يريد حيازة السلاح النووي ، ونأمل بالتالي ان يكون هناك رد لا لبس فيه في اجتماع الاول من تشرين الاول/اكتوبر". لكن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قال ان المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم هي مفتوحة امام مفتشي الامم المتحدة. كما ونفى الرئيس الايراني في حوار لمجلة تايم وجود أي طابع سري لبرنامج بلاده النووي، قائلا "لا اسرار لدينا، نحن نعمل داخل إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

الصحف تعتبر الكشف عن الموقع الثاني إنتصارا

الى ذلك تناولت الصحافة الايرانية السبت خبر البناء ، ووصفت صحيفة "ايران" المحافظة هذا الامر بانه "انتصار". وكتبت الصحيفة في صفحتها الاولى ان "انتصارا جديدا تم تحقيقه في المجال النووي".

من جهتها، اكدت صحيفة "جوان" المحافظة انه بإعلان هذا الامر، باتت ايران "تملك ورقة جديدة في يدها عشية المفاوضات النووية" المقررة بين طهران والدول الست الكبرى في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في جنيف. واكتفت الصحف المحافظة الاخرى بنقل الخبر على صفحاتها الاولى.

من جهتها، نشرت صحيفة "سرماية" الاصلاحية على صفحتها الاولى صورة للرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مع عنوان "تصاعد الضغط من جانب الغرب تمهيدا لعقوبات جديدة بحق ايران". كذلك، نشرت صحيفة "اعتماد" صورة للقادة الغربيين الثلاثة، وعنونت "رد فعل الغرب بعد اعلان بناء الموقع الثاني لتخصيب اليورانيوم".

واضافت الصحيفة ان "ايران اعترضت على تحذيرات اوباما وبراون وساركوزي وعلى مهلة الاشهر الثلاثة التي حددت لايران" للرد على المطالب الدولية بهدف تفادي "عقوبات مشددة". واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة ان السلطات الايرانية ابلغتها ببناء موقع ثان لتخصيب اليورانيوم يضاف الى موقع نطنز (وسط).

توسيع البرنامج النووي مدعاة للقلق

بدوره قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم ان توسيع ايران لبرنامجها النووي المتمثل في بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم دون سابق معرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مدعاة لقلق كبير". واعتبر شتاينماير في بيان ان ايران تضرب مجددا عبر التوسيع المطالب الدولية بعرض الحائط.

واشار الى ان المانيا ترى شكوكها وارتيابها من البرنامج النووي الايراني عبر الخطوة الايرانية الجديدة في التوجه الصحيح ما يتسبب في وضع عقبات اضافية امام حل للصراع بين ايران والمجموعة الدولية. واوضح ان القيادة الايرانية تتجه بسبب توسيع البرنامج النووي الى الاتجاه الخطأ وطالبها في الوقت ذاته بعمل ما من شأنه سحب البساط من امام القلق الذي تشعر به المجموعة الدولية بسبب البرنامج النووي الايراني.

واكد المسؤول الالماني انه لا يمكن تجنب فقدان الثقة بين ايران والمجموعة الدولية الا عبر التعاون المشترك الامر الذي يستدعي من ايران الالتزام التام بالشفافية والكشف عن برنامجها النووي تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصورة كاملة.

وقال ان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا تنتظر من ايران اجابة جدية على العروض المقدمة اليها حول الاستمرار ومواصلة المحادثات الخاصة ببرنامجها النووي.

المصنع الإيراني الثاني كان مفاجأة

كما ذكر الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أن إعلان إيران عن بناء مصنع آخر لتخصيب اليورانيوم أصبح مفاجأة غير متوقعة بالنسبة إلى جميع البلدان. وقال الرئيس ميدفيديف في مؤتمر صحفي عقده في ختام قمة "G- 20" في بيتسبورغ: "أصبح بناء المصنع الثاني لتخصيب اليورانيوم في إيران مفاجأة غير متوقعة لجميع البلدان. لقد كان بناء سريا". وأضاف أن ذلك أصعب شيء في هذا الوضع.

هذا وقد أعلن الرئيس الروسي أن المعلومات التي تشير الى أن إيران تقوم ومنذ بضع سنوات ببناء مصنع لتخصيب اليورانيوم في ضواحي مدينة قم، ومن دون علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتبر "مصدرا لقلق عميق". وذكر الرئيس ميدفيديف في تصريح له في بيتسبورغ يوم أمس، إن بناء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم في إيران يتعارض مع مطالب مجلس الأمن الدولي المتكررة لطهران بوقف أنشطتها في مجال التخصيب.

وأكد الرئيس ميدفيديف أنه يتعين على إيران أن تكون مستعدة لاتخاذ خطوات عملية لاستعادة الثقة ببرنامجها النووي بحلول الأول من شهر أكتوبر القادم - الموعد المقرر لاجتماع السداسي المعني بالمشكلة النووية الإيرانية في جنيف.

وقال ميدفيديف إن لقاء السداسي سيوفر لإيران إمكانية تأكيد عزمها على إيجاد تسوية لهذه المشكلة عن طريق الحوار. وأضاف أن روسيا تعول على أن تقدم إيران على خلفية المعلومات التي كشفت اليوم عن وجود منشأة نووية أخرى لتخصيب اليورانيوم، أدلة مقنعة على سعيها لتطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية بحتة.

وذكر ميدفيديف أن موسكو تدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى دراسة الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكدا استعداد روسيا لدعم هذه المهمة بكل الوسائل الممكنة. وأضاف أن روسيا تدعو الى مواصلة الحوار مع إيران من أجل التوصل الى اتفاق يبدد القلق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت يوم أمس أنها تسلمت من طهران إشعارا بإنشاء منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم في إيران دون علم المنظمات الدولية المختصة بذلك.

الهجوم على ايران لن يؤدي إلا الى "كسب الوقت"

كذلك اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الجمعة ان هجوما عسكريا محتملا ضد ايران لن يؤدي إلا الى كسب الولايات المتحدة وحلفائها "مزيدا من الوقت" وتأخير البرنامج النووي الايراني "من سنة الى ثلاث سنوات". وقال غيتس في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان، "في الواقع، ان كل خيار عسكري (ضد ايران) لن يؤدي الا الى كسب الوقت". واضاف من جهة اخرى ان هجوما محتملا ضد ايران سيؤخر "من سنة الى ثلاث سنوات" تواصل البرنامج النووي الايراني.

واوضح غيتس ان ادارة اوباما لا تستبعد فعلا اللجوء الى السلاح لحمل الجمهورية الاسلامية على وقف تخصيب اليورانيوم الذي تعتبره واشنطن جزءا من برنامج يرمي الى صنع اسلحة نووية. لكنه قال ان الوقت ما زال متاحا للخطوات الدبلوماسية وفرض عقوبات جديدة. واشار غيتس الى "ان الطريقة الوحيدة لمنع ايران من حيازة السلاح النووي هي ان تدرك الحكومة الايرانية ان هذا السلاح يضعف امن (البلاد) بدلا من ان يرسخه".

وفي برنامج "ذيس ويك" لشبكة اي.بي.سي التي استضافته ايضا، اكد غيتس ان "الايرانيين ينوون الحصول على السلاح النووي"، لكنه اشار الى ان "شكوكا" ما زالت مستمرة حول عزمهم على السعي الى ذلك.

وفي قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ، رفض اوباما استبعاد الخيار العسكري، مشيرا الى استمرار تفضيله الدبلوماسية حيال ايران، فيما اتهم شريكاه البريطاني والفرنسي طهران بتطوير موقع نووي سري. ورد الرئيس الايراني محمود احمد نجاد ان الموقع "شرعي بالكامل" وانه ابلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجوده.

وبالتالي، دعا احمدي نجاد نظيره الاميركي الى الاعتذار عن اتهام ايران بانتهاك القوانين الدولية. ورد غيتس بالقول "هذا ليس واردا". وقال "اذا لم يكن البرنامج النووي الايراني مخصصا سوى لاهداف مدنية، فلماذا لم يكشفوا عن وجود هذا الموقع عندما بدأوا ببنائه؟ ولماذا لم يسمحوا لمفتشي الوكالة الدولية بتفقده منذ البداية؟"

واضاف غيتس "كل ذلك جزء من استراتيجية تقوم على الخداع والكذب يستخدمها الايرانيون عندما يطرح موضوع برنامجهم النووي. فلذلك ليس مثيرا للدهشة ان يظن كبار زعماء هذا العالم ان حوافزهم الحقيقية هي حوافز اخرى وانهم ينوون فعلا حيازة السلاح النووي".

الموقع الايراني الثاني لتخصيب اليورانيوم يبدأ العمل "قريبا"

من جهة ثانية اعلن محمد محمدي قلبايقاني مدير المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي ان الموقع الايراني الثاني لتخصيب اليورانيوم الذي كشفت وجوده مؤخرا ايران، سيبدأ العمل "قريبا"، على ما افادت السبت وكالة فارس.
ونقلت الوكالة شبه الرسمية عن قلبايقاني قوله "بعون الله سيبدأ هذا المصنع الجديد العمل قريبا وسيبهر الاعداء" دون توضيح ما يقصده بعبارة قريبا على وجه الدقة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت الجمعة ان ايران ابلغتها في 21 ايلول/سبتمبر باقامة موقع ثان لتخصيب اليورانيوم اضافة الى موقع نطنز (وسط).

هذا واعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي السبت ان ايران ستحدد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موعدا لزيارة مفتشي الوكالة لموقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا