728

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

زيتون فلسطين أرهقه تعدي المستوطنين



جندي إسرائيلي يحاول إخراج مواطن من أرضه (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

"لم يترك المستوطنون الإسرائيليون أي نوع من صنوف الاعتداءات إلا مارسوه"، هذا ما قاله الفلسطيني مصباح أبو يوسف من قرية بورين جنوب مدينة نابلس.

فبعد عمليات المصادرة للأرض، تفنن المستوطنون في الاعتداء على ما بقي منها عبر الحرق والقطع والعبث بأشجار زيتونها، إضافة للاعتداء بشكل مباشر عليه هو نفسه بالضرب وغيره.

وكان آخر ما تعرض له أبو يوسف قبل بضعة أيام قيام المستوطنين من مستعمرتي يتسهار وبراخاه -الجاثمتين على أراضي قريته منذ عشرات السنين- بقطع أكثر من ثلاثمائة من أشجار الزيتون يملكها وكانت تنتج ما يقارب من ألف كيلوغرام من الزيت سنويا.

ضعف الإنتاج قد يجبر الفلسطينيين على استيراد الزيتون هذه السنة (الجزيرة نت)
قلة الإنتاج
وبينما يصادر الاحتلال أكثر من سبعين ألف متر مربع من أراضي عائلة أبو يوسف، أحرق المستوطنون أكثر من خمسين ألف متر مربع من أراضيها وقطعوا مئات من أشجار زيتونها.

ووفقا لأبو يوسف فإن المشكلة الكبرى التي تواجهه -بجانب اعتداءات المستوطنين التي اضطرته لجني زيتونه سرا- هي قلة المحصول من الزيت لهذا العام.

وليس هذا حال المواطن مصباح أبو يوسف فحسب، بل حال غالبية المواطنين في قرى وبلدات الضفة الغربية العديدة، وخاصة القريبة من المستوطنات.

فرئيس مجلس الزيت الفلسطيني نبيه ذيب أكد أن كمية الزيت المنتجة لهذا العام لن تزيد عن ستة آلاف طن والتي لا تساوي 15% مما كان يتم إنتاجه سنويا "الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع سعر كيلو الزيت ليصل قرابة عشرة دولارات، وهو ما يرهق المستهلك الفلسطيني".

وأكد ذيب للجزيرة نت أن مجلسه يسعى للحفاظ على مصلحة المزارع ولكن لحدود لا تضر المستهلك، مشيرا إلى أنهم يجرون اتصالات مع وزارة الزراعة لمواجهة النقص في زيت الزيتون بتوفيره مستوردا من دول أخرى.

ولفت إلى أن الاستيراد سيكون في حالتين "نفاد المنتج الوطني وهو ما نتوقعه قبل بداية العام القادم، أو تخطي سعر الزيت الحد المعقول لحالة المستهلك الفلسطيني".

مستوطنة براخاه في الأعلى مصدر أذى دائم لقرية بورين (الجزيرة نت)
وبحسب ذيب فإن اعتداءات المستوطنين، وخاصة في مناطق شمال الضفة الغربية، شملت عشرات الآلاف من المزارعين، مؤكدا أن مساحة أراضي الزيتون التي تضررت جراء ممارسات المستوطنين المختلفة تصل إلى أكثر من 15 ألف دونم (الدونم= 1000 متر مربع)، "كلها ذهبت لصالح الطرق الالتفافية للمستوطنات، وأخرى تمت مصادرتها وتحويلها لمناطق عسكرية".

وأضاف أن المجلس يعمل من خلال التنسيق بين وزارة الزراعة وسلطات الاحتلال على السماح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم التي تقترب من المستوطنات، كما أنهم عمدوا إلى زراعة أكثر من 300 ألف شجرة زيتون بشكل سنوي وخلال الخمس سنوات القادمة في مناطق مختلفة بالضفة، "حيث سنتوسع أفقيا بزراعة الأراضي التي تتعرض للقمع الإسرائيلي".

وكان المستوطنون قد حرضوا في بيان وزعوه الأسبوع الفائت ونشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية مستوطني الضفة الغربية على عدم السماح للفلسطينيين بقطف الزيتون، واعتبار كرومه وزيتونه "غنيمة خالصة" للمستعمرات.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا