728

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

أزمة اليمن تستعصي على المبادرات

الحرب في صعدة والتوتر في الجنوب جددا المطالبات بالفدرالية في اليمن (رويترز-أرشيف)

إبراهيم القديمي–عدن

فشلت المبادرات السياسية التي قدمتها القوى الحزبية والاجتماعية في إيجاد حل جذري للأزمة الراهنة التي تعصف باليمن، وفي مقدمتها القضية الجنوبية والحرب مع المتمردين الحوثيين.

واتهمت شخصيات سياسية وحزبية الحزب الحاكم بالتعنت وتجاهل جميع المبادرات التي قدمتها القوى السياسية.

واعتبر الأمين العام المساعد لملتقى الحوار الوطني عيدروس النقيب تعاطي الحزب الحاكم مع كل المبادرات -وفي مقدمتها وثيقة الإنقاذ الوطني- دليلا على عدم إدراكه للمخاطر التي تهدد اليمن برمته.

وقال العيدروس في حديث للجزيرة نت إن حزب المؤتمر الذي يدعي حصوله على أغلبية أصوات اليمنيين امتنع عن إقامة حوار شامل مع جميع القوى الوطنية وأخلى مسؤوليته تماما من المبادرات التي قدمتها قوى وطنية.

ويعتقد النقيب أن هذه السياسة تعكس مدى تشبث المؤتمر بالحكم وهو بهذا السلوك يكون كشخص سطا على شيء ولا يريد إعادته إلى مالكه الأصلي، على حد وصفه.

وطالب النقيب حزب المؤتمر بتحمل مسؤوليته التاريخية والبدء في حوار شامل مع جميع القوى الوطنية، مؤكدا أن الاستمرار في الوضع القائم سيتجه باليمن إلى الهاوية.

حسن زيد اتهم مسؤولي الحزب الحاكم بتجاهل الواقع (الجزيرة نت)
تجاهل الواقع
من جهته اتهم رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك حسن زيد مسؤولي الحزب الحاكم بتجاهل الواقع.

وقال زيد للجزيرة نت إن وثيقة الإنقاذ الوطني ستحل مشكلات اليمن إن وجدت طريقها للتنفيذ، موضحا أن تجاهل المبادرات الوطنية يدل على جهل الحزب الحاكم أو العناد للأحزاب المعارضة.

أما نائب الأمين العام لاتحاد القوى الشعبية محمد عبد الملك المتوكل فرأى أن سيطرة الحزب الحاكم على مقاليد الحكم والثروة جعلته يحجم عن قبول جميع المبادرات الوطنية.

وفي حديث للجزيرة نت أشار المتوكل إلى أن اليمن أحوج ما يكون الآن إلى نظام برلماني يضع حدا لهيمنة الحكم الفردي كما يقول.

وكان عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ علي عبد ربه العواضي قد أعلن في مايو/أيار الماضي مبادرة اقترح فيها تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم رئيسية يتكون من "إقليم الشمال" الذي يضم صنعاء وهمدان وتهامة، فيما يضم "الإقليم الأوسط" تعز وإب والبيضاء، أما "الإقليم الجنوبي" فيضم عدن ولحج وحضرموت.

وفي 8 يونيو/حزيران الماضي قدم حزب رابطة أبناء اليمن مبادرة ارتكزت على مبدأين هما: الفدرالية والحوار الشامل الذي لا يستثني أحدا من ألوان الطيف السياسي.

ثم أعلن مؤتمر الحوار الوطني بالاشتراك مع أحزاب اللقاء المشترك في سبتمبر/أيلول الجاري وثيقة الإنقاذ الوطني التي قوبلت برفض قاطع من قبل حزب المؤتمر الحاكم.

عبد الجليل كامل: مبادرات المعارضة غير عقلانية وغير منطقية (الجزيرة نت)
انقلاب
لكن مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم نفوا تلك الاتهامات حول المبادرات واعتبروها خروجا على الثوابت الوطنية وتعديا على نظام الحكم الشرعي.

وانتقد عضو اللجنة الدائمة الرئيسية لحزب المؤتمر الدكتور عبد الجليل كامل تلك المبادرات ووصفها باللاعقلانية واللامنطقية، باعتبار أن تطور الدول يبدأ من الشكل المركب وصولا إلى الشكل البسيط في قالب سياسي واجتماعي واحد، موضحا أن من ينادون بالفدرالية يصطدمون بتلك البديهيات ويهدفون إلى تقسيم اليمن، وهو أمر مرفوض من قبل الشعب.

واتهم كامل في حديث للجزيرة نت أحزاب المعارضة بالانقلاب على النظام السياسي والشرعية الشعبية حينما رأت عدم قدرتها على إقناع الناخبين عبر صناديق الاقتراع والمشاركة في الحكم.

ونفى كامل حدوث أي مخاطر تهدد اليمن في حال عدم الأخذ بتلك المبادرات، مؤكدا أن التمترس في موقف جامد هو الخطر بعينه.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا