728

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

تجمع حقوقي بباريس لدعم الفلسطينيين





المتظاهرون في محاكاة لأوضاع سكان غزة خلال العدوان عليها (الجزيرة نت)

عبد الله بن عالي-باريس

تجمع عشرات الحقوقيين الفرنسيين مساء الثلاثاء في باريس مطالبين بما أسموه "إنصاف الفلسطينيين" من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانه على قطاع غزة في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين.

وطالب المشاركون في التجمع الذي دعا إليه الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية، الدول الغربية بدفع تل أبيب لجبر الضرر الذي أحدثته آلتها العسكرية في القطاع وإرغامها على رفع الحصار عنه.

وقد نظمت التظاهرة في ساحة الأوبرا بقلب العاصمة الفرنسية، وشارك فيها قياديون من الجمعيات الحقوقية الفرنسية، إضافة إلى ممثلين عن بعض الأحزاب اليسارية المحلية.

وتخللت التجمع عروض تحاكي أوضاع سكان غزة خلال الحرب، حيث عمد المنظمون إلى إطلاق صفارات الإنذار عدة مرات في الميدان الذي أقيم عليه التجمع، في حين استلقى بعضهم على الأرض تظاهرا بالموت.

ميشال موريزيير: لابد من محاسبة المسؤولين الإسرائيليين وجبر الضرر الذي لحق بالفلسطينيين (الجزيرة نت)
تزامن مقصود
وقال ميشال موريزيير المسؤول عن إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية إن التظاهرة نظمت "عن قصد" لتتزامن مع اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف بشأن تقرير رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في حرب غزة ريتشارد غولدستون.

وأوضح الحقوقي الفرنسي في تصريح للجزيرة نت أن الهدف من ذلك هو "الضغط على الحكومات الغربية وفي مقدمتها الحكومة الفرنسية لحثها على تفعيل الخلاصات التي وردت في هذه الوثيقة التي يريد البعض رميها في سلة المهملات"، مشددا على أنه "لا بد من إنصاف الفلسطينيين من خلال إظهار حقيقة ما جرى ومحاسبة المسؤولين عنه وجبر الضرر المادي و المعنوي الذي لحق بالضحايا المدنيين".

وأضاف موريزيير أن تقرير غولدستون أكد استنتاجات سابقة لمنظمة العفو الدولية مفادها أن الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب خلال العدوان الأخير على القطاع، مشيرا إلى أن هيئته لا تريد أن تكون "متوازنة بقدر ما تود أن تكون منصفة وعادلة".

ورأى الناشط الفرنسي أن انتهاكات القانون الدولي الإنساني بدت جلية حتى في الحصيلة المعلنة للحرب التي "لم يمت فيها إلا تسعة إسرائيليين و48 من مقاتلي (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، بينما أودت بحياة 1400 مدني فلسطيني بينهم 300 طفل".

جاك فاث: تقرير غولدستون أورد حقائق ميدانية لا يمكن الطعن بصحتها (الجزيرة نت)
لا للحصانة الفاضحة
من جانبه، اعتبر داعية حقوق الإنسان الفرنسي ستيفان هيسيل الذي ساهم في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، أن تقرير غولدستون يجب أن يفتح الباب لمساءلة القادة الإسرائيليين ووضع حد لما أسماه "الحصانة الفاضحة التي يتمتعون بها منذ 60 عاما".

وأضاف الدبلوماسي الفرنسي السابق أنه "على مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات الضرورية لإجبار إسرائيل على جبر الضرر وفك الحصار الجائر الذي تفرضه على غزة".

أما مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي جاك فاث فانتقد بشدة الموقف الرسمي الفرنسي والأوروبي من "حرب غزة وتداعياتها القانونية"، مشيرا إلى أن هناك "تساهلا لا يغتفر مع مرتكبي جرائم الحرب".

ورأى فاث الذي زار غزة بعيد انتهاء العدوان الإسرائيلي، أن تقرير غولدستون أورد "حقائق ميدانية لا يمكن الطعن في صحتها"، مضيفا أن على "الضمير العالمي ألا يسمح بقبر هذه الوثيقة التي يجب أن تفعّل خلاصاتها بشكل يفضي إلى محاكمة المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في حق الفلسطينيين".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا