728

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

فريدمان يحذر من اغتيال أوباما

فريدمان: هناك من يشجع ضمنيا على اغتيال أوباما (الفرنسية)

دق كاتب أميركي ناقوس خطر الدعاية التي يشنها اليمين المتطرف بأميركا ضد الرئيس باراك أوباما, مبرزا تشابهها بالدعاية التي كان اليمين الإسرائيلي المتطرف قد شنها على رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين قبيل اغتياله على يد أحد المستوطنين.

وقال توماس فريدمان, في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز, إنه كان في إسرائيل عام 1995 وأجرى مقابلة مع رابين قبيل اغتياله.

وأشار إلى أنه يتذكر المزاج البغيض الذي كان يسود إسرائيل آنذاك, حيث كان اليمين المتطرف يسعى جاهدا لتجريد رابين من شرعيته الوظيفية.

فقد شككوا في قدرته على إدارة الحكم واتهموه بالخيانة وصوروه في صورة ضابط نازي كما هددوا في تجمعاتهم بقتله, وتمادى معارضوه السياسيين في تغاضيهم عن كل ذلك, على حد تعبير فريدمان.

وبتغاضي هؤلاء المعارضين -يقول الكاتب- تولد مناخ سياسي سام بإسرائيل ترجمه أحد المستوطنين اليهود إلى ضوء أخضر لقتل رابين.

الاستطلاع
وهذا هو ما يحذر فريدمان من تكراره مع أوباما, حيث يرى أن "المناخ الحالي بأميركا لا يختلف عما كان عليه الوضع في إسرائيل قبيل اغتيال رابين, الذي كان مصمما على مقايضة الأرض بالسلام ضمن اتفاقيات أوسلو".

وينفي الكاتب وجود أي مشكلة لديه في توجيه النقد البناء والجوهري لأوباما, لكنه يلاحظ تفشي أمر خطير للغاية, يتمثل في تحول انتقاد اليمين الأميركي المتطرف لأوباما إلى دعاية تستهدف في النهاية تجريده من الشرعية التي تؤهله للحكم, تماما كما ساد في إسرائيل قبيل اغتيال رابين, على حد تعبير الكاتب.

وهنا يتساءل فريدمان بغضب: "كيف يصل الجنون بشخص ما حد وضع استطلاع للرأي عبر موقع فيسبوك يطرح على المشاركين فيه السؤال التالي: "

هل ينبغي اغتيال أوباما؟"، أما الخيارات التي أتيحت للجواب على السؤال فكانت: لا, ربما, نعم, ونعم إذا قام بتخفيض مخصصاتي من الرعاية الصحية".

وتعليقا على هذا الاستطلاع, سجل فريدمان ما تقوم به أجهزة الاستخبارات الأميركية من تحر في أمر استطلاع الرأي المذكور, قبل أن يعرب عن أمله في أن تتمكن هذه الأجهزة من اعتقال المسؤول عن هذا الاستطلاع والزج به في غياهب السجن إلى الأبد.

وحتى إن لم يقلق المرء من أن يترجم أحد اليمينيين المتطرفين هذه الهجمات اللاذعة على أوباما إلى ضوء أخضر لإيذائه, فإن فريدمان يؤكد أن "علينا أن نقلق بشأن ما تمر به السياسة الأميركية ككل".

نون الجمع
فهو يرى أن الرئيس الأميركي نفسه لم يعد يستطيع التحدث عن الأميركيين بنون الجمع رغم التحديات الهائلة التي تواجهها الأمة كالعجز في الميزانية والركود والرعاية الصحية والتغير المناخي وحربي العراق وأفغانستان.

وهي تحديات يرى أن أميركا لا يمكن أن تتصدى لها إلا متحدة ومتكاتفة.

ويضيف فريدمان أنه يتساءل في بعض الأحيان عما إذا كان جورج بوش الأب هو من ستتذكره أميركا بوصفه آخر رئيس "شرعي" لها, إذ إن اليمين بدأ في تعقب زلات خلفه بيل كلينتون منذ يومه الأول في الحكم, أما الرئيس السابق جورج دبليو بوش فقد كان انتخابه غائما بسبب الفوضى التي طالت تصويت ولاية فلوريدا, "ولم يدعه منتقدوه في اليسار ينسى ذلك".

وها هي شرعية أوباما تتعرض اليوم لهجوم منسق من اليمين الأميركي, الذي لا يألو جهدا لتلطيخ سمعة الرئيس, فمنهم من يصفه بـ"الاشتراكي" المتخفي، ومنهم من ينعته في جلسة مشتركة للكونغرس بـ"الكذاب"، ومنهم من يشكك حتى في مواطنته أصلا.

والمشكلة في هذه الحملة -حسب الكاتب- أنها لم تعد تقتصر على بعض الجهات الهامشية وإنما أصبحت تصدر ضمن برنامج بمحطة "سي أن أن" للأخبار وعن أعضاء في مجلس النواب الأميركي.

وقبل أن يختم فريدمان مقاله، قال إنه يلاحظ بزوغ مسرح سياسي أميركي مختلف عما كان موجودا في السابق، وهو ما يدفعه إلى التساؤل عما إ ذا كانت أميركا لا تزال قادرة على نقاش قضاياها الحاسمة واتخاذ القرار المناسب بشأنها انطلاقا من المصلحة الوطنية للبلاد لا غير.

ويعلق على ذلك قائلا "مثل هذا الوضع لا يمكن تغييره بين عشية وضحاها، لكن ما يمكن بل ويجب تغييره هو تجاوز بعض الناس حدود انتقاد الرئيس إلى التشجيع الضمني على ما لا يمكن بأي حال من الأحوال تصوره ولا غفرانه".

المصدر: نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا