728

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

حزب مغربي يقود حملة تطهير


مقر حزب الأصالة والمعاصرة بالرباط (الجزيرة نت-أرشيف)
الحسن سرات-الرباط
قبيل انطلاق انتخابات مجلس المستشارين -الغرفة الثانية للبرلمان المغربي- باشر حزب الأصالة والمعاصرة حملة تطهير لصفوفه ممن أسماهم "مفسدي الانتخابات" وهم المعروفون في الأوساط السياسية المغربية بمستعملي المال الحرام في الانتخابات وذوي الصلة بتجارة المخدرات.

وتزامنت حملة الحزب الذي أسسه الوزير السابق في وزارة الداخلية فؤاد عالي الهمة (صديق الملك) مع حملة تقوم بها السلطات الأمنية المغربية ضد شبكات لأباطرة الأفيون والكوكايين تبين أن لهم صلات بسياسيين ومسؤولين نافذين.
الأخلاق أولا
وكان الحزب قد أقر باختراق صفوفه على يد بعض من وصفهم بالمفسدين الانتخابيين مشتبها في صلتهم بتجار المخدرات، وأحال المكتب الوطني للحزب بعض المشكوك فيهم إلى لجنة الأخلاقيات لتبت في أمرهم، مع منعهم من الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتجديد ثلث المستشارين بالغرفة الثانية.

وأكد عضو المكتب الوطني للحزب الطاهر شاكر أن هيئته السياسية عازمة على تطهير نفسها من المخترقين والمتسللين الذين يبحثون عن مظلة تحميهم من المتابعات القضائية وتوفر لهم غطاء لأنشطتهم المشبوهة، حسب قوله.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الأخلاق في "حزب الأصالة والمعاصرة" لها الكلمة العليا وأنه لا مكان فيه لمن تحيط بهم الشبهات وتشير إليهم الأصابع.
ونفى المتحدث أن يكون "الأصالة والمعاصرة" قد تأخر زمنيا في حملته التطهيرية لانشغاله بالأولويات الانتخابية دون أن تغفل عينه الرقيبة الثقوب التي يمكن أن يخترق منها.

وقال شاكر "آن الأوان للنظر في الذات وإصلاح البيت الداخلي عملا بالحكمة القائلة إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجر".

وعن علاقة هذه الحملة بحملات وزارة الداخلية ضد شبكات ترويج المخدرات، أوضح شاكر أن حزبه يتبع أجندته الخاصة ولا علاقة له البتة بالسلطات الأمنية، منتهيا إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون مصادفة ليس إلا.

وكان الحزب المذكور قد أكد في بلاغ له أنه عازم على "رد الاعتبار للعمل السياسي النبيل، كلما ثبت لدى السلطات الإدارية والقضائية المختصة ما يفيد تورط بعض المنتسبين إليه".
وأضاف البلاغ أن الحزب "يأمل أن تحذو باقي المكونات الحزبية حذوه وأن تتعامل بتجرد ونقد ذاتي مع الحالات التي قد تكون تسربت إلى تنظيماتها، مساهمة منها في تخليق فعلي للعمل السياسي وتطهير الأحزاب المغربية من مفسدي السياسة وموظفي المال الحرام".
رسالة ونموذج
ومن جانبه، يرى الباحث في العلوم السياسية محمد أبو اللوز عضو مركز البحوث الاجتماعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن حزب الأصالة والمعاصرة أخذ وقته الكافي إذ لم يتعجل الأمور وانتظر حتى جاءت فرصة الانتخابات الجزئية ليبعد عنه كل ذي شبهة.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "الأصالة والمعاصرة" بصنيعه هذا إنما يقدم رسالة ونموذجا لعدة أحزاب مغربية حتى تحذو حذوه، إذ إن عددا من مستعملي المال الحرام في الانتخابات استطاعوا الحصول على مناصب في البرلمان وفي البلديات والجهات تحت رايات أحزاب مغربية معروفة، على حد قوله.
ورجح أبو اللوز أن يكون الحزب على معرفة بأجندة الدولة وأنه يقدم نفسه على أنه الحزب الأكثر تجاوبا مع تطلعاتها وغاياتها.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا