728

الخميس، 10 سبتمبر 2009

حل أزمة مياه العراق مهمة دولية



أزمة مياه العراق تحتاج إلى جهد دولي مكثف (الفرنسية-أرشيف)

كتب جون روبسون مستشار الأنهار والري والزراعة بالعراق من منتصف الستينيات إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي في صحيفة ذي غارديان البريطانية، أن حل أزمة مياه العراق يجب أن يحظى بأولوية قصوى لما تحتاجه من جهد دولي مكثف يضاهي السنوات العشرين من التدمير.
وكان روبسون قد كتب مقالا يوم 27 أغسطس/آب الماضي حذر فيه من نقص المياه في جنوب العراق وأن هذا الأمر يشكل تذكرة في حينها للظروف التي تواجه مجتمعا ريفيا مدمرا والحاجة الملحة لاتخاذ إجراء.
وقال إن تدمير مستنقعات العراق وأسلوب حياة عرب المستنقعات كان معلوما منذ زمن، لكن الوعي بتدمير الزراعة والحياة الريفية في الأراضي المروية على نهري دجلة والفرات كان مجهولا إلى حد ما.
وأشار روبسون إلى أن مسؤولي الحكومة العراقية أبدوا طرقا مختلفة في فهم المسألة كما اختلفت الأولويات عندهم.
وأضاف أنه بحكم انخراطه المباشر في العراق كمستشار ري سابق كان ملما بالتقدم الهام في مجالات كثيرة وكذلك بالتحسينات المقيدة في استيطان الأرض والزراعة، وأن نقاط ضعف الأخيرة ما زالت معلقة.
فالزراعة والحراثة في ظل الظروف المناخية القاسية للعراق تتطلب مهارات فنية وإدارية استثنائية، ومطلوب الآن نهج جديد لرفع الزراعة المروية إلى مستوى جديد. وبالمقارنة فإن ظروف الزراعة بالأمطار في الشمال أكثر ملاءمة.
كذلك فإن عدم وجود اتفاق دولي بشأن توزيع وتشغيل نهري دجلة والفرات بين تركيا وسوريا والعراق يوضح أن الأمر لم يحظ بأولوية كافية. لكن هناك أمثلة موجودة لاتفاقات تشغيلية (مثل اتفاق مياه النيل بين السودان ومصر)، والموقف ليس بعسير على الإصلاح. وتركيا تحتاج إلى مياهها بصفة رئيسية لتوليد الطاقة بالإضافة إلى بعض الري للزراعة أثناء موسم الصيف الأكثر جفافا.
وتاريخيا هناك حاجة قليلة نسبيا لتحويل المخزونات إلى سهول الجبال على امتداد الحدود السورية، فسوريا بها سهل نهري قليل نسبيا، وظروف مشابهة تنطبق أيضا على دجلة. لكن كمستخدم في اتجاه مجرى النهر، يجب الاعتراف باحتياجات مياه العراق دوليا. ويمكن صياغة إستراتيجية اتفاق شاملة على الأنهار الإيرانية الجنوبية المتدفقة في المستنقعات العراقية، الأمر الذي سيأتي بمزيد من الاستقرار لهذه المنطقة المتنازع عليها منذ زمن طويل.
وختم روبسون بأن هناك مسؤولية إقليمية ودولية شاملة تجاه الظروف المأساوية التي يعيشها القرويون الفقراء في العراق الآن.
المصدر: غارديان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا