728

الخميس، 20 أغسطس 2009

لشيخ صباح لصحافة الكويت: كفى لعبا بالنار هناك خطوط حمراء

عامر الحنتولي من الكويت:في ظل أسوأ واقع فوضوي تعيشه الساحة السياسية الكويتية، أطل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم عبر بوابة أهل المهنة الإعلامية، مصوبا ملاحظاته النقدية بكثافة تجاه رؤساء الصحف الكويتية اليومية، وهو اللقاء الذي حضره أيضا ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح، ووزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله الصباح، ونقيب الصحافيين الكويتيين أحمد يوسف بهبهاني. إذ شدد الأمير الكويتي على ضرورة أن تتخلص الصحف الكويتية اليومية من الصورة النمطية السلبية التي تتعامل بها مع الحدث المحلي، وأن تنظر بصورة إيجابية الى المنجزات الوطنية التي تحققت حتى الآن، وتساءل الأمير الكويتي في لقاء -علمت "إيلاف" أن جهات كويتية تمنت على رؤساء التحرير ألا تكون وقائعه مخصصة للنشر- عما إذا كانت القدرة الفائقة والإمكانات الخبيرة لرجال الأمن الكويتيين في صد خطر الإرهاب مؤخرا قد حظيت بالإشادة والثناء من أي جهة في الكويت غيره لأنه يعرف تماما ولاء وقدرة وإحترافية أبنائه منستبي الأجهزة الأمنية.

وتابع الأمير الكويتي -وفقا لما تيسر لإيلاف معرفته- يقول " في بعض الصحف الكويتية أرى تصريحا لنائب أو وزير مبرزا بشكل مبالغ فيه على صدر الصفحة الأولى، ولم أقرأ سطرا واحدا يثني على أداء الأجهزة الأمنية ويعطيها صدر إفتتاحيته، أو يقدم الشكر لرجال الأمن... هذه ليست صحافة الكويت التي أعرفها أبدا أبدا... أنا أشعر بالمرارة من بعض التجاوزات العبثية التي تحرض البرلمان على الحكومة، فيما تحرض صحافة أخرى الحكومة على البرلمان... أنا لا أفهم سر هذا الإصطفاف العبثي... سأكون سعيدا بالطبع إذا ما رأيت صحفا تحاول إزالة الألغام من أمام تعاون حقيقي بين الحكومة والبرلمان... أنا لا أريد أن أملي على الصحافة ما تكتبه لكن أريد أن أقول للصحافة كفى لعبا بالنار... لكن الصحافة في النهاية ستظل قريبة مني وأنا أتابعها صباح كل يوم ولا تنسوا أنني أول وزير للإعلام... لكن هناك أمور عبثية ومقصودة تسيء الى الكويت وتبعث الأسى في خاطري... البلد قبل كل شيء هناك خطوط حمراء بالنهاية لا أقبل تجاوزها لأنها ستكون تجاوزا على مصلحة البلد".

وخلال اللقاء أيضا إنتقد الشيخ صباح بقوة محاولات الإنجرار الطائفية التي تقف خلفها جهات برلمانية وأخرى إعلامية، مستفيدة من أجواء الشحن الطائفي، متسائلا عما إذا كان الجنود الذين إفتدوا الكويت بأرواحهم في ساعات الغزو العراقي الأول عام 1990 قد تنابزوا بطوائفهم قبل أن يستشهدوا، أو عما إذا كان أبطال المقاومة الكويتية لذلك الغزو قد ألفوا مجموعات قتالية إستنادا الى طوائفهم، شارحا أن من يتقصى نهجا طائفيا لا يريد الخير لهذا البلد أبدا، وهو سيكون موضع إدانتي كائنا من يكون، مؤكدا أنه أوعز لوزير الإعلام تفعيل القانون والتحرك بكل قوة إزاء أي محاولات للتحريض والإثارة على أسس طائفية، معتبرا أن خطأ صحيفة أو كاتب ما في التعرض لطائفة لا يستدعي من الطائفة الأخرى أن تعتقد أن الحرب وقعت وعلينا جمع الأسلحة والتحرك، بل يتطلب منا جميعا أن نلجم تلك الأخطاء بوحدتنا الوطنية التي ظلت الملجأ والملاذ منذ نشأة الكويت قبل عقود طويلة.

ووفقا لمعلومات "إيلاف" فمن شأن كلام الأمير الكويتي اليوم لقادة وسائل الإعلام المحلية أن يعطي هامشا من القوة لإجراءات مساءلة ومحاسبة وزارة الإعلام لوسائل الإعلام الكويتية خلال المرحلة المقبلة، كما أن الصحف الكويتية من شأنها هي الأخرى أن تنصاع للرغبة الأميرية بعد أن شهدت الساحة الإعلامية الكويتية في الأشهر الأخيرة حالة من الفلتان والفوضى في أداء بعض المؤسسات الإعلامية، لكن صحيفة عريقة مثل جريدة القبس الكويتية قررت منذ اللحظة الأولى لإندلاع السجال الطائفي أن تتبرأ منه، وتحاربه عبر رفضها المطلق نشر أي مساجلات أو تصريحات تبعث على الكراهية الطائفية، وهو موقف لاقى ثناء مرجعيات سياسية عليا.

يشار الى أن حديث الأمير الكويتي لرؤساء التحرير قد تضمن مسائل ومحاور أخرى، لم تتح لـ"إيلاف" معرفتها حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لكن سيتم التعاطي معها حال ورودها الى "إيلاف" من مصادر خاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا