728

الخميس، 20 أغسطس 2009

المالكي يأمر بمراجعة أمنية بعد الهجمات الارهابية

بغداد: عقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اجتماعا طارئا لبحث تداعيات سلسلة الهجمات الارهابية الذي وقعت في وقت سابق من نهار الاربعاء، وذكرت الحكومة العراقية في بيان لها ان الاجتماع كل من حضره وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني وقائد عمليات بغداد عبدالقادر العبيدي و جواد البولاني و شيروان الوائلي و عبود كنبر بالاضافة الى عدد من قادة الاجهزة الامنية والاستخبارية في قوات الجيش والشرطة.

وذكر البيان انع جرى خلال الاجتماع الذي استمر عدة ساعات تقييم الوضع الامني في مدينة بغداد بعد العمليات الارهابية التي وقعت صباح يوم الاربعاء ومراجعة الخطط والآليات التي تتبعها القوات الامنية في مواجهة المنظمات الارهابية .

كما اتخذ المجتمعون وفقا للبيان بعض القرارات المهمة والاجراءات السريعة الكفيلة بتثبيت الامن والاستقرار في محافظة بغداد لمنع مخططات من وصفهم بالقوى الارهابية وبقايا النظام المقبور من اثارة اعمال العنف على ابواب الانتخابات التشريعية.

وكان دعا المالكي الى اعادة تقييم الاجراءات الامنية في العراق عقب التفجيرين اللذين استهدفا وزارتي الخارجية والمالية في بغداد الاربعاء واوقعا 95 قتيلا على الاقل، وقال المالكي في بيان ان "العمليات الاجرامية التي حدثت اليوم تستدعي بدون ادنى شك اعادة تقييم خططنا والياتنا الامنية لمواجهة التحديات الارهابية والاحتفاظ بالمبادرة وسحب الظرف الامن للمنظمات الارهابية".

كما دعا رئيس الوزراء الى "زيادة التعاون بين الاجهزة الامنية وابناء الشعب بجميع مكوناته والوقوف في وجه محاولات التشكيك في قدرة قواتنا المسلحة التي اثبتت قدرة عالية في التصدي للارهابيين"، من دون ان يعطي تفاصيل للاجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمنع وقوع اعتداءات اخرى بهذا الحجم.

وقد جعل رئيس الوزراء من تحسن الوضع الامني في العراق هدفه وامر بازالة الجدران التي تحمي من الانفجارات والعديد من الحواجز التي تعرقل المرور في شوارع العاصمة العراقية، وقبل شهرين فقط، ازيلت جدران الحماية الاسمنتية وحاجز من امام وزارة الخارجية التي استهدفها التفجير الاقوى اليوم.

واكد المالكي "سبقت هذه الجرائم البشعة حملة تشهير وتحريض وتشويه منظمة قادتها جهات معروفة في محاولة يائسة لارباك العملية السياسية والتأثير على الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مطلع العام المقبل"، واعتبر ان هذه "المواقف هيأت الاجواء للارهابيين لتنفيذ جرائمهم بحق الابرياء الى جانب فتاوى التكفير التي لم تتوقف يوما عن تأجيج الطائفية". واورد بيان لمكتبه انه اتخذ قرار باتخاذ تدابير سريعة لضمان الامن في بغداد بهدف احتواء الخطط الارهابية الرامية الى اشاعة العنف مجددا قبل الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني/يناير.

.. واتهامات عشوائية

ونقلت وكالة رويترز أن اللواء محمد العسكري، المتحدث باسم وزارة الدفاع، قال لمجموعة من المسؤولين العسكريين الأميركيين والعراقيين انه يجب مواجهة الحقائق والاعتراف بالاخطاء تماما مثل الاحتفال بالانتصارات، وقال ناطق باسم الجيش العراقي إن عضوين في تنظيم القاعدة على علاقة بتفجيرات اليوم اعتقلا في بغداد.



ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الامن في بغداد الموسوي قال ان عضوين من القاعدة اعتقلا عندما تم اعتراض سيارة ملغومة أخرى. وعرض التلفزيون العراقي في وقت لاحق لقطات لشاحنة محملة بخزانات المياه المحشوة بالمتفجرات وتم إبطال مفعولها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي في واشنطن ان الحوادث المنسقة في السابق تحمل "علامات" القاعدة، وأضاف "لكن ليس لدي أي معلومات مؤكدة" تشير الى القاعدة.

وأُلقيت المسؤولية على الجماعات الاسلامية السنية عن سلسلة تفجيرات وقعت في الشهرين الاخيرين في اماكن توجد بها أكثرية شيعية كالمساجد في العاصمة وفي شمال العراق.

واتهم نواب عراقيون وبعض المسؤولين دولا مجاورة من بينها السعودية وايران وسوريا باشعال العنف في العراق. ويقول محللون ان هذه قد تكون حيلة لصرف الانتباه عن أوجه القصور الداخلية. الا ان المتحدث باسم الجيش العراقي في بغداد اللواء قاسم عطا اتهم "البعثيين بتنفيذ هذه الهجمات الارهابية".

وكانت الحرب الطائفية التي عصفت بالعراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003 قد تراجعت واحتفل العراق باستعادة السيادة في يونيو حزيران عندما انسحبت القوات الأميركية من المدن. وقالت موظفة بوزارة الخارجية ذكرت ان اسمها آسيا "تهشم زجاج نوافذ وزارة الخارجية وقتل الناس بالداخل ورأيت موظفين بالوزارة وصحفيين وحراس أمن من بين القتلى."

وقال حميد فاضل المحلل السياسي في جامعة بغداد ان هذه التفجيرات مقصود بها أن ترسل رسالة الى العراقيين والعالم مفادها أن المتمردين لا يزالون موجودين وما زالت لديهم القدرة على عرقلة العملية السياسية. وخلت شوارع العراق التي تكون مزدحمة عادة من المارة وصب العدد القليل من الاشخاص الذين كانوا في الخارج غضبهم على قوات الامن العراقية.

ردود الفعل

ووصف البيت الابيض الهجمات بانها عمل "جنوني"، نفذه متطرفون مصممون على اشاعة الفوضى، وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس "هذا الامر يظهر مدى استعداد المتطرفين للتسبب باضرار عبر اعمال عنف عبثية تصيب المدنيين". لكنه اكد ان الولايات المتحدة لا تزال عند رايها ان القوات العراقية قادرة على ضمان الامن في هذا البلد.

كما ادان هذه الهجمات الرئيس التركي عبد الله غول الذي هاتف نظيره العراقي جلال طالباني، معزيا اياه ومعبرا عن "حزن انقرة لهذه الهجمات الارهابية واستعدادها لتقديم الدعم."


ودان الامين العام للحلف الاطلسي اندريس فوغ راسموسن الاربعاء الاعتداءين اللذين وقعا في بغداد ووصفهما بانهما "اعتداءين جبانين وعبثيين".

وقال راسموسن في بيان "باسم الحلف الاطلسي، ادين بشدة الاعتداءات الارهابية التي وقعت اليوم (امس) في بغداد". واضاف راسموسن الذي تسلم مهامه على رأس الحلف الاطلسي مطلع الشهر "هذه الخسائر البشرية المأسوية وهذه الالام تدل مرة اخرى على الخطر الكبير الذي يمثله التهديد الارهابي علينا جميعا".

هذا ونددت وزارة الخارجية الروسية بسلسلة الهجمات "الإرهابية" التي استهدفت العاصمة بغداد، وقالت الخارجية الروسية في موقعها على الانترنت " إننا ندين بشدة سفك الدماء هذا، ونعرب عن تعازينا لأقارب الضحايا ونعبر عن تعاطفنا مع الجرحى وعائلاتهم" بحسب وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي".

..يوم دام
وكانت شهدت بغداد صباح الاربعاء ست هجمات من بينها انفجاران ضخمان نفذا بشاحنتين ملغومتين قرب وزارتي الخارجية والمالية في بغداد. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في وزارة الداخلية العراقية قوله ان الشاحنة الاولى انفجرت عند الساعة العاشرة و45 دقيقة بالتوقيت المحلي (السابعة و45 دقيقة بتوقيت غرينتش) قرب مقر وزارة المالية، وقال مصدر امني مسؤول ان "عددا من السيارات سقطت من جسر محمد القاسم السريع المحاذي للوزارة، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الانقاض."

وكان معظم الضحايا ممن سقطوا جراء الانفجار الذي وقع قرب وزارة الخارجية. ونقلت رويترز عن احد موظفي الوزارة ان "زجاج النوافذ تحطم بقوة ذابحا من كانوا بالداخل"، واضافت الشاهدة انها رأت موظفين وصحفيين ورجال امن من بين القتلى". يذكر ان المدخل المؤدي الى وزارة الخارجية والمنطقة الخضراء اعيد فتحه منذ حوالي شهرين بعدما اغلق لاربع سنوات لاسباب امنية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في مستشفى مدينة الطب ان من بين الجرحى عددا كبيرا من موظفي وزارة المالية من نساء ورجال وقوات امنية، واعقب هذا الانفجار بوقت وجيز انفجار هائل اخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء، وسط العاصمة.


وكشفت التحقيقات الاولية عن ان التفجير الذي حصل بالقرب من وزارة الخارجية العراقية وبالقرب ايضا من مبنى فندق الرشيد قد جرى تنفيذه بواسطة شاحنة مفخخة محملة باكثر من نصف طن من المواد شديدة الانفجار.

واحدث الانفجار حفرة قطرها عشرة امتار وعمقها ثلاثة امتار، كما انهارت واجهة مبنى وزارة المالية بالكامل، ولحقت اضرار كبيرة بمجمع الصالحية السكني المقابل لها. وحدث انفجاران آخران قرب مسرح الرشيد بمنطقة الصالحية وفي منطقة البياع جنوب غربي بغداد، كما وقعت قذائف هاون وسط المنطقة الخضراء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا