728

الخميس، 20 أغسطس 2009

jعليقا على نفي الرئيس مبارك إعداد نجله جمال لخلافته معارضون مصريون: سيناريو التوريث يمضي للأمام


إسلام أون لاين.نت


مبارك قال إنه لا يفكر في أن يكون نجله خليفة له
مبارك قال إنه لا يفكر في أن يكون نجله خليفة له

"منذ أيام محمد علي والمصريون يعرفون دائما من سيكون الحاكم المقبل".. "الترقي السريع لنجل الرئيس وتدخله في شئون الحكم، والإطلالة الدائمة له في وسائل الإعلام تؤكد أن التوريث يمضي بخطى متسارعة".. "التوريث يتم بلا كلل، فكلام الرئيس مبارك حول رضا أو عدم رضا المؤسسة العسكرية عن الرئيس القادم ليس له أساس من الواقع".. "تصريح مبارك بأنه لم يتحدث مع جمال في مسألة خليفته دليل على أن الموضوع مفروغ منه ومحسوم أصلا".

تلك أبرز تعليقات شخصيات معارضة مصرية وصحف عربية وغربية يؤكد أصحابها قناعتهم بأن سيناريو التوريث حسم بالفعل، وذلك على خلفية التصريحات النافية لذلك التي أطلقها الرئيس مبارك في الولايات المتحدة.

وخلصت صحيفة "فايننشال تايمز" في عددها الصادر الثلاثاء 18-8-2009 إلى أن جمال مبارك هو الرئيس المقبل لمصر، رغم نفي والده في واشنطن إعداد نجله للرئاسة، واختتمت تقريرها الذي جاء تحت عنوان "ارتباك القاهرة" جراء سؤال صحفي: "هل تقبل المؤسسة العسكرية بجمال رئيسا؟".

وقالت الصحيفة البريطانية: "عندما يلتقي الرئيسان مبارك وأوباما في واشنطن لبحث عملية السلام والقضايا الإقليمية والدولية فإن كليهما يعلم أن هناك مسألة أخرى في الخلفية، وهي الرئيس القادم لمصر والتي تشير كل الدلائل إلى أنه سيكون جمال الابن الأصغر لمبارك".

ملفات شائكة

وأوضحت الصحيفة أن جمال في حال وصوله إلى الرئاسة، سيواجه ملفات شائكة أبرزها الفساد والبطالة والفقر، حيث إن 40% من المصريين يعيشون عند أو تحت خط الفقر، كما يجب خلق 650 ألف فرصة عمل سنويا في مصر لاستيعاب العمالة الجديدة وليس لتقليص حجم البطالة القائمة.

ورغم نفي مبارك الذى دأب على رفض تعيين نائب ورفضه التكهنات القائلة إنه يعد نجله جمال لخلافته، فإن جمال -بحسب فايننشال تايمز- يستعد لخلافة والده رئيسا للبلاد.

واستعرضت الصحيفة عددا من الدلائل التي ترجح بقوة أن جمال هو رئيس مصر القادم من أبرزها أن قضية الخلافة طرحت نفسها مجددا خلال الشهور الأخيرة عندما تردد أن هناك خططا لحل البرلمان وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما صعدت السلطات حملتها ضد جماعة الإخوان المسلمين، أبرز تنظيم معارض.

كما أن التكهنات حول خلافة جمال لوالده ترجع إلى عقد مضى عندما بدأ يلعب دورا أكبر في الحزب الوطني الحاكم، وفي عام 2002 شكل لجنة السياسات التي باتت تلعب دورا كبيرا في الحزب.

واستطردت قائلة: "في الوقت الراهن لا يوجد في المشهد السياسي أحد غير جمال مبارك كخليفة محتمل لمبارك الأب، فصعوده في الحزب الحاكم وتركيز وسائل الإعلام الضوء عليه ترجح أن هناك محاولة لتحقيق إجماع حوله".

وفي هذا السياق، نسبت الصحيفة إلى د.عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله: "منذ أيام محمد علي والمصريون يعرفون دائما من سيكون الحاكم المقبل.. فخلال العهد الملكي كان هناك ولي العهد وأثناء الجمهورية كان هناك نائب الرئيس".

"سيناريو التوريث يمضي"

أما النائب الأول للمرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" د.محمد حبيب فعلق على تصريحات مبارك بقوله: "الترقي السريع لنجل الرئيس وتدخله في شئون الحكم، والإطلالة المستمرة والدائمة له في كل الوسائط والمنافذ الإعلامية، فضلا عن انقلابه على الدستور في 34 مادة منه، واستقباله في المحافظات والمدن المصرية المختلفة وكأنه رئيس للدولة، يؤكد أن مسألة التوريث تمضي بخطى متسارعة نحو نهايتها"، بحسب ما ذكرته صحيفة الوطن الكويتية في عددها الصادر اليوم الأربعاء.

ومتفقا مع حبيب، قال المعارض المصري والقيادي بحركة كفاية جورج إسحاق -بحسب الصحيفة الكويتية-: "لا يجب أن يخدعونا بكلام مرسل لا أساس له من الواقع، فعملية التوريث تتم بلا كلل، وكلام الرئيس مبارك حول رضا أو عدم رضا المؤسسة العسكرية عن الرئيس القادم لمصر ليس له أساس من الواقع، لأنه عندما حدثت وعكة صحية للرئيس قبل بضعة أعوام من قبل كان من الواضح سيطرة هذه المؤسسة على الموقف تماما".

وردا على مبرر الرئيس مبارك بأن الشعب هو الذى سيحدد رئيس المقبل، ترى العديد من قوى المعارضة أن الانتخابت الرئاسية التعددية، المقررة عام 2011 عقب انتهاء ولاية الرئيس حسني مبارك الخامسة، لن تضمن تكافؤ الفرص بين المرشحين، وأن النتيجة ستكون محسومة سلفا لجمال مبارك في حال خوضه الانتخابات كمرشح للحزب الحاكم، واصفين ما سيحدث بأنه سيكون" توريثا انتخابيا".

ومضى إسحاق يقول: "أعتقد أنه وسط هذا النظام الذي لا يمت للديمقراطية بصلة لا بد أن يكون للمؤسسة العسكرية دور مهم وكبير".

"خلصت الحكاية"

أما الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة فقال في مقال نشر اليوم تعليقا على تصريح مبارك الذى قال فيه إنه لا يفكر في أن يكون جمال خليفة له: "هذه إجابة أخرى لا تحل ولا تربط، فهي قد تحل وتدعي أن قضية توريث الرئيس لابنه لا تدور في رأسه، ومن ثم خلصت الحكاية".

وأردف قائلا: "وقد تربط هذه الإجابة كذلك بأنه ما المانع أن تدخل ضمن تفكيره في أي لحظة؛ فالرئيس يقول إن ابنه لم يحدثه في هذا الموضوع، فهل هذا لأنه موضوع مفروغ منه، أم لأنهما لا يتصارحان سياسيا بالشكل الواجب، أم لأن جمال مبارك ابن مهذب لا يمكن أن يقول (لأبيه والنبي أنا عايز أقعد مكانك واعتزل وتنح من أجل خاطري)؟!".

ورغم نفي د.محمد كمال لفاينانشال تايمز -وهو عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم- ما يتردد عن خلافة جمال لوالده، فإن الصحيفة البريطانية أكدت أن "خلافة جمال لن تثير مقاومة لدى المصريين أو غضبا جماهيريا، فالمصريون لا يشاركون في اختيار قادتهم والمؤسسة الحاكمة هي التي تتخذ القرار".

في حالة عدم اختيار جمال مبارك -بحسب فايننشال تايمز- فإن القادم حتما سيكون من داخل الحزب أو المؤسسة العسكرية ولن يكون هناك تغيير سياسي أو اقتصادي في مصر كما سيتم الحفاظ على العلاقات مع أمريكا وإسرائيل كما هي.

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "لكن السؤال الحقيقي المطروح على الساحة هو: هل تقبل المؤسسة العسكرية بجمال مبارك؟ مشيرة إلى أن بعض المحللين يرون أن المنافس الأرجح له سيكون عمر سليمان مدير المخابرات المصرية.

ولفتت إلى أن الرأي السائد هو أنه إذا لم ينقل مبارك السطة في حياته فلن يحدث ذلك أبدا.

تصريحات مبارك

ويأتي تقرير الصحيفة البريطانية متناقضا مع تصريحات للرئيس مبارك على هامش زيارته لواشنطن أكد خلالها أنه مازال من المبكر الحديث عن مسألة ترشحه للرئاسة لفترة أخرى.

وأشار في حوار أجراه معه المذيع الأمريكى تشارلز روز من قناة "بي.بى.إس" الأمريكية إلى أن الحديث عن ترشيح جمال مبارك للرئاسة يستهدف توجيه النقد الدائم للنظام وأن الموضوع خارج تفكيره تماما، قائلا: "هذا الأمر ليس في ذهني على الإطلاق".

وأضاف أنه لم يتخذ قرارا بشأن ترشحه للرئاسة حتى الآن، وحول اعتقاده بمن يخلفه فى حال عدم ترشحه، رد الرئيس مبارك قائلا: "ليس الذي تفكر فيه"، في إشارة إلى أمين لجنة السياسات جمال مبارك.

وكشف في هذا الصدد أن جمال مبارك كان يرفض في بادئ الأمر الانضمام للحزب الوطني الحاكم في مصر، وأن العديد من المسئولين داخل النظام أقنعوه بأن دخوله سيكون من شأنه دفع عجلة الإصلاح فى الحزب، موضحا أنه بمجرد انضمام جمال مبارك للحزب "عمل بجد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا