728

الخميس، 20 أغسطس 2009

الافغان الى صناديق الاقتراع.. وسط مخاوف من تفجيرات

كابول، عواصم: يتوجه المواطنون الافغان الى مراكز الاقتراع اليوم لانتخاب رئيس جمهورية و420 عضوا في مجالس الولايات ال37، في ثاني انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد بعد تلك التي جرت في 2004، في ظل تهديدات اطلقتها طالبان واشاعات بالتزوير واصرار الحكومة الافغانية على انجاح العمل الانتخابية اذ هددت بطرد المراسلين الاجانب واغلاق وسائل الاعلام المحلية التي لن تلتزم قرارها حظر نقل انباء عن اعمال عنف تقع الخميس.

وعشية الانتخابات عززت قوات الأمن الأفغانية وجودها في شوارع كابول، في وقت قتل 6 جنود اميركيين ماقد يجلع شهر اب من اكثر الاشهر دموية للقوات الاميركية منذ توغلها عام 2001.

وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال زاهر عظيمي أن هناك نحو300 ألف عنصر من القوات الأفغانية والدولية على أهبة الاستعداد مؤكدا سيطرتهم على كل الشوارع والطرق السريعة، مع توفير الحماية للناخبين بواسطة القوات البرية والجوية.

ويؤكد الافغان الذين ترعرع كثيرون منهم وسط اعمال العنف، استعدادهم لتحدي الموت من اجل الادلاء باصواتهم بعدما عايشوا اول حملة انتخابية حقيقية في تاريخهم، لكنهم يشككون في قدرة رئيسهم المقبل على ارساء السلام في بلادهم.

يشار الى ان امام الناخبين المسجلين البالغ عددهم نحو 17 مليونا حتى الخميس لاختيار مرشحهم بين متنافسين معروفين ابرزهم الرئيس المنتهية ولايته والمرجح للفوز حميد كرزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله ووزير المالية السابق اشرف غاني وحتى النائب رمضان بشاردوست.

وقد كلف نحو 250 الف مراقب 10% منهم فقط مستقلون، الاشراف على الانتخابات. وهؤلاء المراقبون و90% منهم منتدبون من قبل المرشحين او الاحزاب السياسية ومعظمهم افغان، سينتشرون في مراكز التصويت البالغ عددها ستة الاف او سبعة الاف والمفترض ان تفتح ابوابها الخميس بحسب السلطات.

وقالت امينة وهي ارملة في الخامسة والثلاثين من عمرها وتقيم في مدينة قندهار (جنوب) التي شهدت العديد من هجمات المتمردين ان "هناك شائعات مفادها ان مقاتلي طالبان سيهاجمون الانتخابات".واكدت "قد اموت لكني ساصوت رغم ذلك. فاني لست افضل من الاخرين، ساقدم على المجازفة".

وبالرغم من ان المتمردين لم يقتلوا من قبل مثل هذا العدد الكبير من الجنود الاجانب والمدنيين منذ 2001 وان كانت افغانستان لا تزال تعد خامس افقر بلد في العالم، فان الحريات تقدمت فيها بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام طالبان المتشدد قبل قرابة ثماني سنوات.

وقد فتح الاقتصاد امام الاستثمارات الاجنبية كما عمم التلفزيون والاذاعة وانتشرت الهواتف المحمولة في المدن فيما عاد ملايين اللاجئين الى بلادهم.

وراى فاضل علي فرزيل الذي يحمل اجازة في العلوم السياسية من جامعة قندهار في تصريح لوكالة فرانس براس ان "الانتخابات من المبادىء الاساسية في الديموقراطية وضرورية. نعم هناك مشاكل لكن اعتقد ان الافغان سيصوتون". وقال "سيكون هناك مشاكل في بعض الاماكن لكن ليس في كل مكان. في نهاية الامر التفجيرات والاعتداءات الانتحارية وعمليات القتل ليست امرا جديدا فالناس اعتادوا عليها".

وبالرغم من تهديدات طالبان بشن هجمات التي قد تؤدي الى نسبة امتناع كبيرة عن التصويت، عاشت افغانستان هذا الصيف اول حملة انتخابية حقيقية في تاريخها.

فقد عقد المرشحون الرئيسيون مع الاف الانصار تجمعات حاشدة وشاركوا في مناظرات متلفزة وجابوا بلا كلل ارجاء البلاد، اكثر بكثير مما فعلوه في انتخابات 2004 و2005.

وقال حبيب الله (25 عاما) وهو بائع ملابس في كابول بدون ان يكشف عن خياره "ان جميع من اراهم مهمون لانهم يتحدثون جميعا عن مصلحة البلاد والامن واعادة بناء افغانستان". واكد كمال الدين "ساعطي صوتي لمن يخدم البلاد والشعب، أكان افغانيا اوزبكيا او طاجيكيا" (الاقليات المحلية). لكن هذا المزارع البالغ من العمر 75 عاما والذي يزور العاصمة "لا يرى احدا صالحا في الوقت الحاضر... لانهم جميعا يطلقون الوعود لكنهم لا يفون بها".

وان كان كثيرون من الافغان يعتبرون التصويت واجبا، فان اخرين يرون دواعي فعلية للامتناع عن التصويت، بدون ان تساورهم اوهام بشأن قدرة الشعب على تطوير مجتمع ينخره الفساد والمحاباة فيما تتزايد المخاوف من عمليات تزوير انتخابية.

واكد سعيد احمد شاه (57 عاما) الذي يعمل في محل للادوات المنزلية "لن اصوت. فلمن اصوت؟ هذا لا ينفع بشيء. لا يوجد اي مرشح يهتم بالامة والبلاد". واضاف منددا ان "المال الذي انفق خلال الحملة كان الاولى بهم توزيعه على الفقراء. لكنهم يسافرون دوما في سيارات رباعية الدفع فخمة".

وكانت حركة طالبان قد أعلنت قبل أسبوعين مقاطعة الانتخابات وقالت إنها ستعيق حركة المرور في جميع الطرق في أفغانستان في محاولة لمنع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع.

وأعلنت سلطات الأمن الأفغانية وحلف الناتو وقف العمليات الهجومية الخميس من أجل التركيز على حماية الناخبين. وقال عظيمي على الرغم من أننا سننفذ الأمر بوقف الهجمات العسكرية، فإن قواتنا المسلحة سترد بقوة على أي هجوم يشنه الأعداء.



كي مون يدعو الأفغانيين للمشاركة بكثافة

وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الشعب الأفغاني للتوجه الى صناديق الاقتراع بكثافة، واعتبر في بيان مسألة مشاركة الشعب الافغاني في هذه الانتحابات من شانه أن يسهم في تعزيز المؤسساتها الديمقراطية في البلاد وفي التزام الشعب الأفغاني في تحقيق السلام والإزدهار لبلده ..وحث كافة المرشحين ومناصريهم والمراقبين الدوليين والوطنيين على المساهمة في ضمان سير العملية الانتخابية بنجاح ومن دون حوادث.

على صعيد آخر أعرب بان كي مون عن حزنه العميق لنبأ مقتل اثنين من الموظفين الأفغان العاملين مع بعثة الأمم المتحدة وإصابة ثالث في هجوم انتحاري في كابول في وقت سابق من أمس. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد أكبر من المدنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا