728

الخميس، 20 أغسطس 2009

د.المسفر: تعزيز العلاقات مع تركيا مهم لأمن الخليج





د. محمد المسفر
د. محمد المسفر
الدوحة - دعا الخبير السياسي القطري الدكتور محمد المسفر دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن تحذو حذو قطر في تعزيز العلاقات مع تركيا لصالح أمن الخليج، معتبرا أن هناك حاجة لقوة تكون "رديفا: لدول مجلس التعاون الخليجي في الظروف الراهنة.

واعتبر د. المسفر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى تركيا التي اختتمها أمس الثلاثاء 18-8-2009 تصب في هذا الجانب، مضيفا أنها كانت ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية في ذات الوقت.

يأتي هذا فيما اعتبرت الصحف القطرية الزيارة خطوة مهمة لتعزيز العلاقات القطرية التركية خصوصا، والخليجية التركية عموما، ودعم الحوار الإستراتيجي الجاري بين الجانبين

وفي تعليقه على الزيارة، قال د.محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر: أعتقد أن زيارة أمير قطر لتركيا زيارة مهمة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية في ذات الوقت. وتابع: فمنطقة الخليج تحيط بها الأعاصير من كل جانب، فهناك جار كبير وهو إيران يواجه تهديدات أمنية كبيرة وأزمات سياسية في الداخل وفي الخارج.

وبين أنه: لا بد من وجود قوة أخرى تكون رديفا لدول مجلس التعاون الخليجي في هذه الظروف في الوقت الذي تعطل فيه اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وانحسرت فيه الإرادة العربية في الدفاع عن الوطن.

وأردف قائلا: وكان لا بد أن تمتد اليد الخليجية إلى قوة إقليمية كبيرة وهي تركيا، وفي تقديري يجب أن يتبع الخطوة القطرية خطوات أخرى من قيادات دول مجلس التعاون الخليجي حماية لأمن المنطقة من أي تغييرات في القريب العاجل.

سياسة واقتصاد

الأمير حمد والرئيس جول في المؤتمر الصحفي

واختتم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أمس زيارة إلى تركيا استمرت يومين، وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله جول ومع رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان تتناول الأوضاع في المنطقة على صعيد جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والعلاقات بين البلدين.

ووقع أمير قطر والرئيس التركي في مدينة إستانبول ثلاثة بروتوكولات للتعاون المشترك بين البلدين، تتعلق بتنظيم استخدام القوى العاملة بين البلدين، وأخرى في مجال التعاون الإذاعي والتلفزيوني والإخباري، والثالثة حول إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة.

كما ناقش الزعيمان مد خط لأنابيب الغاز الطبيعي من قطر إلى جنوب تركيا، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة مشروع مد أنبوب غاز من قطر إلى جنوب تركيا، إضافة إلى بحث جملة من القضايا الإقليمية، منها القضية الفلسطينية والوضع في دارفور والأوضاع في العراق والاضطرابات في اليمن.

خطوط متوازية

وفي رده حول تركيز المباحثات القطرية التركية على الجوانب السياسية والاقتصادية دون التعرض صراحة للجانب الأمني، قال د. المسفر: لا يمكن عزل القضايا الاقتصادية والسياسية عن أمن المنطقة، فأهمية منطقة الخليج أهمية اقتصادية يتبعها أهمية أمنية واقتصادية، والأمن والسياسة والاقتصاد تسير كلها في خطوط متوازية.

وتابع: وعلى ذلك فإن ربط المصالح التركية العربية أمر ضروري لأمن المنطقة، ونحن نرى أن التركيز في زيارة سمو أمير دولة قطر على محوري الاقتصاد والسياسة، ولكن جذر المسألة في تقديري هو أمني فوق كل اعتبار.

الصراع العربي الإسرائيلي

وفي تعليقه على دور التركي القطري لحل الصراع العربي الإسرائيلي، قال د.المسفر: لا شك أن تركيا بقيادة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية) أولت اهتماما كبيرا بالشأن الفلسطيني وبذلت وما برحت تبذل جهودا كبيرة في هذا الشأن بهدف الوصول إلى تحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية أي تحقيق سيادة الشعب على أرضه وعودة اللاجئين وبناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس.

وتركيا –يتابع د.المسفر- تبذل جهودا كبيرة في شأن استرجاع مرتفعات الجولان السورية، وذلك يتضح من الزيارات المتعددة إلى دمشق ومحاولة التوصل إلى حل يجعل سوريا تسترد حقوقها في مرتفعات الجولان كاملة دون نقص. وبين أن هذه الجهود التركية تقتضي موقفا عربيا يدفع بها إلى تحقيق الأهداف العربية في شأن النزاع العربي الإسرائيلي.

فتح وحماس

وعن الخلاف بين حركتي فتح وحماس، قال الشيخ حمد إن المملكة العربية السعودية حاولت حل الخلاف بين الأطراف الفلسطينية، لكنها لم تنجح.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس جول في إستانبول، أن: "حماس وصلت الحكم عبر الانتخابات، والغريب أنه بعد وصولها عن طريق الانتخابات قاطعها الغرب (...) الموضوع ليس بالأمر السهل، لكننا نتمنى أن نرى حلا لهذا الموضوع".

وفي قراءتها للزيارة، اعتبرت الصحف القطرية الصادرة اليوم الأربعاء 19-8-2009 في افتتاحياتها خطوة مهمة لتعزيز العلاقات القطرية التركية خصوصا، والخليجية التركية عموما، ودعم الحوار الإستراتيجي الجاري بين الجانبين.

وقالت جريدة "الشرق" إن الزيارة "ستساهم في حماية المصالح السياسية والاقتصادية للبلدين وتقوية العلاقات الخليجية التركية التي تشهد تطورات كبيرة في جميع المجالات وتعزيز الحوار الإستراتيجي المستمر بينهما في إطار الجهود المتواصلة لتأسيس رؤى مشتركة سياسيا واقتصاديا تقود في نهاية المطاف إلى قيام منطقة للتجارة الحرة المشتركة تعزز التكامل المنشود بين تركيا ودول المنطقة والعالم العربي".

بدورها اعتبرت جريدة "الوطن" أن الزيارة "أضافت لبنة جديدة وقوية في بناء العلاقات القطرية- التركية، في ذات الوقت الذي تصب فيه بقناة تدعيم الحوار الإستراتيجي بين تركيا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

خارطة طريق

واختتم الاجتماع الوزاري التركي الخليجي الأول الذي عقد أعماله في إستانبول يوم 8 يوليو 2009 بوضع خارطة طريق مشتركة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية بين تركيا ودول الخليج العربي.

واتفق الجانبان على عقد الاجتماع الوزاري المشترك القادم للحوار الإستراتيجي لدول مجلس التعاون والجمهورية التركية في دولة الكويت خلال عام 2010.

ويدخل الاجتماع في إطار آلية الحوار الإستراتيجي الذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر 2008 وتمخضت عنه مذكرة تفاهم وقعت بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي لتوثيق العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية عبر عقد مؤتمرات استشارية على المستوى الرفيع بشكل مستمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا