728

الخميس، 20 أغسطس 2009

أميركا تذوق طعم الغضب الباكستاني



هولبروك والوفد المصاحب له في زيارة سابقة لباكستان (رويترز-أرشيف)

إن كانت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية للدبلوماسية والشؤون العامة جوديت ماكهيل توقعت أن يكون لقاؤها مع الصحفي الباكستاني أنصر عباسي -المعروف بانتقاده اللاذع للولايات الأميركية- مثيرا, فإنها حصلت على ذلك بل ربما أكثر.

فبعدما قدمت له عرضا مهذبا حول بناء الجسور بين أميركا والعالم الإسلامي, شكرها بأدب لاجتماعها به, قبل أن يعرب لها عن بغضه لها شخصيا.

ونقلت ماكهيل عن عباسي قوله لها بالحرف "عليك أن تعلمي أننا نبغض كل الأميركيين, وبغضهم متجذر في قلوبنا".

ورغم استمرارها في العمليات العسكرية عبر الحدود الأفغانية الباكستانية, تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كسب ود الباكستانيين عبر توسيع مجالات التعاون معهم لتشمل البنى التحتية والتجارة والطاقة والمدارس والوظائف, كل ذلك لإقناعهم بأن أميركا دولة صديقة لهم.

لكن كما لاحظت ماكهيل وغيرها من المسؤولين الأميركيين الذين كانوا ضمن الوفد المصاحب للمبعوث الأميركي الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك في زيارته لباكستان, فإن تلك المهمة لن تكون سهلة.

لقد حاول هولبروك خلال زيارته للعاصمة الاقتصادية لباكستان كراتشي أن يبرز الاختلاف بين إدارة أوباما وإدارة سلفه في التعاطي مع باكستان, وقابل قادة الأحزاب الإسلامية المناهضة لأميركا، ووعد بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

لكن بعد هذه الزيارة يبدو أن ماكهيل بدأت تقر بما تظهره استطلاعات الرأي من أن 25% على الأقل من الباكستانيين تشاطر عباسي نظرته لأميركا مما يعني صعوبة المهمة التي تواجهها في محاولة كسب ود الباكستانيين.

ونقلت ماكهيل عن عباسي قوله إن "الأميركيين لم يعودوا بشرا لأن هدفهم هو القضاء على غيرهم من البشر", مشيرة إلى أنه كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة وأنه اتهم أميركا بقتل آلاف الناس الأبرياء بحثا عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وذكرت ماكهيل أنها ردت على عباسي بالمبررات المعروفة لدى الأميركيين بخصوص أسباب تدخلهم في أفغانستان والتي قالت إنها لا تلقى آذانا صاغية في باكستان.

وتلك المبررات هي من قبيل أن القاعدة هي التي هاجمت أميركا في العام 2001 وأن الحرب في أفغانستان على عكس الحرب بالعراق تحظى بتأييد المجتمع الدولي وأن أميركا ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا