728

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

جامعة الملك عبدالله تستقطب أحدث 10 أجهزة رنين مغناطيسي نووي

ثول: حسن السلمي
استقطبت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية 10 أجهزة رنين مغناطيسي نووي في تطبيقات تقنية النانو تستخدم لأول مرة عالميا في تحليل وتوصيف جزيئات الذرة مما سيضع الجامعة في مصاف الجامعات المتقدمة في العالم ضمن تخصصات أبحاث النانو وتقنياته المتطورة.وكشف مدير المختبرات المركزية المكلف بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية الدكتور يحيى الجنبي لـ "الوطن" عن استقطاب الجامعة لأحدث جهازي رنين مغناطيسي نووي في تطبيقات تقنية النانو يستخدمان لأول مرة عالميا في تحليل وتوصيف جزيئات الذرة ضمن 10 أجهزة رنين مغناطيسي نووي متطورة في تطبيقات تقنية النانو.
وأوضح أن عددا من الخبراء والباحثين أكدوا أن اجتماع كل هذه الأجهزة تحت سقف واحد هو أمر نادر الحدوث في جامعات العالم, وأن ذلك هو ما يميز جامعة الملك عبد الله عالميا, وأنه يمثل نقلة نوعية في أبحاث تقنيات النانو في مختلف المجالات العلمية والبحثية والريادية
في مراقبة وتوصيف جزيئات الذرة وفك شفراتها علميا.
وأشار إلى أن اجتماع علماء وباحثين متميزين على مستوى عالمي ومن خلفيات متنوعة في مجالات أبحاث تقنية النانو يؤسس لقاعدة متقدمة وصلبة للوصول إلى نتائج ومبتكرات بحثية ذات توجهات علمية تخدم مختلف التقنيات والتطبيقات المتعلقة بالنانو، لاسيما في إطار تعدد المفاهيم والدراسات والمشاريع البحثية الممولة في سياق تقنية النانو التي تعد أحد العلوم المتطورة جدا.
وأوضح الجنبي أن مقياس النانو الذي يعادل واحدا في البليون من المتر يمكن العلماء والباحثين من إعادة تشكيل وصياغة التركيبة البنائية للمركبات والمواد على المستوى الجزيئي في مجالات مهمة كالطاقة والمياه وغيرها من المجالات البحثية المتطورة كالنفط والبتروكيماويات، والزراعة، والحوسبة والكيمياء، والفيزياء، والعلوم الطبية والحيوية.
أجهزة مجهرية
وأكد أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أول جامعة على مستوى العالم تستقطب هذين الجهازين من بين حوالي 3 آلاف جهاز تحليل وتوصيف وفصل تعمل بمقياس النانو في مراكز ومختبرات ومرافق الجامعة، إضافة إلى توفر أكثر من 18 جهازا مجهريا متقدما وضخما للمسح والتوصيف تقوم بخدمة مراكز الأبحاث والمرافق المركزية الأساسية.
وأبان أن هذه الأجهزة هي إضافة إلى أجهزة متطورة في تقنية الرنين المغناطيسي تقوم بتوصيف وتحليل وتحديد جزيئات المواد العضوية وغير العضوية بقوة حقول مغناطيسية تتراوح بين 950 MHz - 400MHz، وذلك بهدف تغطية الأبحاث البيولوجية والمواد والتحاليل الكيميائية على حد سواء.
ولفت إلى أن أجهزة أبحاث تقنية النانو بالجامعة توفر كل الاحتياجات الأساسية المستخدمة في مجالات أبحاث عدة ترتبط بالنانو لدى كل من المرافق البحثية المشتركة والمنفردة, مما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة من إجراء الأبحاث العلمية في إطار هذه التقنية.
وأكد أن المجاهر العملاقة في هذا المرفق تنقسم إلى عدة أنواع أهمها: مجهر النفاذ الإلكتروني، ومجهر المسح الإلكتروني، ومجهر المسح الإلكتروني ثنائي الإشعاع، والمرفق المركزي الذي يقتصر دوره على التصنيع المتناهي الصغر لتقنية النانو في تقديم خدماته للمراكز البحثية الأساسية السابقة, وأن هناك مراكز بحثية مستقلة، ومراكز بحثية أخرى مشتركة, وتم تخصيص آلية عمل لها مع مرافق الأبحاث للتمكن من الاستفادة منها جميعا ضمن شبكة بحثية مترابطة.
وقال الجنبي إن وظيفة المرفق المركزي تتلخص في توفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتصميم وتصنيع وقياس المواد والأجهزة في نطاق المايكرو والنانو، وتقديم هذه الخدمات للباحثين في المجالين الأكاديمي والصناعي بمختلف التخصصات الهندسية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية، والعلوم الأساسية كالفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم الطبية, وأن هذا المرفق تدعمه مشاريع بحثية في مجالات المايكرو والنانوإلكترونيات, والبصريات، والضوئيات, ونظم المايكرو والنانوالكهروميكانيكية, والبيولوجيا، والكيمياء, والتطبيقات البحثية غير التقليدية.
وأضاف أن هذا المرفق قد زود بأحدث الأدوات والأجهزة المتطورة للقيام بهذه الوظائف على أكمل وجه, وأن هذا المرفق الحيوي تسانده مرافق أخرى من أهمها المرفق المركزي للتصوير والتوصيف والمرفق المركزي لمطيافية الرنين المغناطيسي النووي.
وأن هذا المرفق تم إعداده في غرف نقية خاصة تم التخلص فيها من معظم الشوائب والعوالق في الهواء الذي يغذي هذه الغرف, وأن أهمية تلك العملية تكمن في أن حجم المواد والأجهزة المصنعة قريبة من أحجام
العوالق والشوائب الهوائية المتواجدة في البيئة المحيطة التي عادة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة, وبالتالي فإن المواد والأجهزة المصنعة قد تفسد في حال وقعت هذه العوالق الهوائية عليها.
التصنيع النانوي
وأوضح أن تطبيق أساليب تقنيات متطورة بمقياس النانو سوف يسهم في إنتاج مواد وتطبيقات عالية الجودة والكفاءة في التصنيع النانوني "المتناهي الصغر" والمرتبط بتقنيات النانو في المراكز والمختبرات والمرافق الأساسية، وهو أحد الأهداف الرئيسية لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وقال إنه من خلال إعداد مرافق ومراكز ومعامل متطورة ضمن شبكة مترابطة بتجهيزات متقدمة، نضمن الحصول على مرفق ذي مواصفات عالمية متطورة في التجهيزات ويحاكي 3 من أعرق الجامعات في العالم، بل ويتقدمها من حيث تلافي السلبيات الموجودة بتلك المرافق. وعن تصميم المرافق المركزية, أوضح الجنبي أنه في تلك المرحلة تمت استشارة خبراء من جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة كورنيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة امبيريال في بريطانيا, وجامعة سنغافورة الوطنية, وجامعة هونج كونج للعلوم والتقنية, كما كلفت ذات الشركة التي قامت بتصميم المرافق المماثلة في كل من جامعة هارفارد وجامعة دوك في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى جامعات أخرى بعملية التصميم النهائي والإشراف على التنفيذ.
شراكات وأهداف تنموية
وأكد أن جامعة الملك عبد الله قامت بشراكات وتحالفات متميزة مع جامعات وجهات محلية وعالمية مرموقة تقع في إطارها مشاريع وتطبيقات بحثية مهمة في تقنية النانو ضمن مشاريع الباحثين التي تطبق في أكثر من 20 مختبرا بحثيا خاصا بكل باحث، واختارت الجامعة منها 7 موضوعات رئيسية متعلقة بتقنية النانو في مجالات تكييف النبات, وتحلية المياه, والحوافز, والبتروكيماويات، وصفائح الطاقة الشمسية, والمركبات الكيميائية ذات استخدامات متقدمة, وكذلك في مجال تصفية مشتقات ثاني أوكسيد الكربون من الجو نتيجة احتراق النفط.
واختتم الجنبي قائلا "إن أهداف مراكز أبحاث الجامعة التي تعمل في إطار أبحاث تكنولوجيا النانو تتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية للمملكة من حيث إيجاد وسائل وأساليب تسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وتحول المجتمع إلى مجتمع معرفي ومعلوماتي, وذلك بالتركيز على أهداف إستراتيجية ترتبط بالصحة العامة للمجتمع, وتطوير قطاع الزراعة في المملكة بالتمكين من الزراعة في ظروف قاسية, والتركيز على هندسة المواد الخام المتوفرة بشكل كبير في المملكة، ومنها معادن والسيلكون وغير ذلك, وأيضا التركيز على علوم الأحياء الدقيقة الطبية والحيوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا