728

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

محاولة إستهداف السفارة الأميركية والتحقيقات جارية لكشف الفاعلين

اليمن يشهد حالات من التوتر شمالا وجنوبا

صنعاء، وكالات: أكدت التحقيقات الجارية عدم وجود إستهداف للسفارة الأميركية في صنعاء بعدما تم ضبط 4 أشخاص على طريق يؤدي إلى السفارة الأميركية حسبما قال مصدر أمني يمني اليوم. وقال المصدر، الذي لم يذكر اسمه في بيان صحافي، "إن الأشخاص الذين تم ضبطهم بالقرب من مقر السفارة الأمريكية من أبناء منطقة دماج في محافظة صعدة لا علاقة لهم باستهداف السفارة"،موضحا أنه صودف مرورهم في تقاطع شارع النصر مع شارع شيراتون القريب من السفارة وتم ضبطهم من قبل إحدى الدوريات الأمنية.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية قالت أمس إن 4 يمنيين يحملون قنابل يدوية وأسلحة آلية اعتقلوا بالقرب من السفارة الأميركية في صنعاء. وقال بيان للوزارة ان الأربعة ،وأعمارهم بين 20 و33 عاما ، كانت لديهم قنابل يدوية وأسلحة آلية وذخيرة. وأضاف البيان "احتجز الأربعة للاستجواب خاصة أنهم ضبطوا في منطقة بالقرب من السفارة الأميركية." وتزامن الإعلان عن القبض على الأشخاص الأربعة مع مرور عام على استهداف السفارة الأميركية في صنعاء من قبل تنظيم "القاعدة" الذي شن انتحاريوه في 17 سبتمبر/ ايلول 2008 هجوما أوقع 17 قتيلا، بينهم 7 من المهاجمين ومواطن أميركي.

بالتزامن اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر وجهات إيرانية بإقامة صلات مع جماعة الحوثيين التي يخوض ضدها الجيش اليمني قتالا في شمال البلاد منذ أسابيع. وأكد صالح في مقابلة مع الجزيرة أن الصدر والإيرانيين لهم صلات مباشرة بالحوثيين، مستدلا على ذلك بكونهم عرضوا عبر قنوات سرية الوساطة بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي. وقال "لا نستطيع أن نتهم الجانب الرسمي الإيراني، ولكن الإيرانيين يتوسطون ويتصلون بنا مبدين استعدادهم للوساطة، ومعنى ذلك أن لهم تواصلا معهم".

وأضاف أن مقتدى الصدر اقترح بدوره التوسط بين الحكومة والحوثيين، و"هذا يعني أن له صلة معهم"، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي تلقت مساعدات مالية من جهات إيرانية بلغت مائة ألف دولار.

ووصف صالح الاتفاقية التي وقعتها صنعاء مع الحوثيين في العاصمة القطرية الدوحة العام الماضي بأنها "كانت جيدة"، لكنه شدد على أن جماعة الحوثي هي التي لم تلتزم بها مما دفع وفد الوساطة القطري إلى الانسحاب، حسب قوله. وانتقد الرئيس اليمني بشدة قيادات تكتل اللقاء المشترك المعارض، وقلل من شأن وثيقة الإنقاذ الوطني التي أعلنتها المعارضة، وقال إن أحزاب اللقاء المشترك لم يصوت عليها الشعب في الانتخابات وتريد الآن أن تحدث "أزمة وبلبلة في البلاد" وأن "تنتقم من الوطن".

الجيش يمهد بالطيران العسكري لهجوم شامل

عسكريا واصل الطيران العسكري اليوم الثلاثاء هجومه باستهداف معاقل الحوثيين في محافظتي صعده وعمران شمال اليمن، تمهيدًا لهجوم شامل، قالت مصادر عسكرية أنه يهدف لاستعاده مدينة حرف سفيان تنفذه ثلاثة ألوية عسكرية، فيما توعد الحوثيون بالرد على الهجوم، المتوقع خلال الساعات المقبلة. ونقل موقع "الاشتراكي نت" المستقل عن مصادر عسكرية قولها "ان الجيش يحشد في محور حرف سفيان لوحدة أكثر من ثلاثة ألوية عسكرية بالإضافة إلى دعم الطيران والصواريخ بعيدة المدى ومن المتوقع ان تبدأ هجومًا واسعًا على مدينة حرف سفيان من عدة اتجاهات خلال الساعات" القليلة المقبلة.

وذكرت المصادر ان ألوية الجيش، التي تحتشد منذ أكثر من أسبوع في جبهة حرف سفيان استعدادًا للهجوم الواسع على المدينة، هي "لواء العمالقة واللواء العاشر حرس جمهوري واللواء 119مدرع"، وان الهدف منه هو تحقيق انتصار صاعق على مقاتلي الحوثي يتم بموجبه فتح طريق صنعاء- صعده بالقوة. وتعتزم قوات الجيش السيطرة على مناطق حرف سفيان وال عمار في صعده بعد فشل هدنة هشة أعلنت الجمعة الماضية.

وكشف مصدر عسكري يمني في بيان صحافي عن هجوم شنه الجيش على وادي شبارق أدى إلى السيطرة على الوادي والتقدم نحو طريق صنعاء - الجوف. ولا تزال المعارك مشتعلة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين إذ تبادلت القوات اليمنية والحوثيين، اليوم، التراشق بالمدفعية والأسلحة الثقيلة في ضواحي مدينة صعدة حيث لا يزال آلاف من المدنيين عالقين.

من جانبه، قال بيان صادر عن عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين بأن قصف الطيران الشديد أدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين في سوق أل عمار بمديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعده فى أقصى شمال اليمن والقريبة من الحدود السعودية.

وكشف بيان الحوثي عن قيام الجيش بعدد من الهجمات على حرف سفيان منذ إعلان وقف اطلاق النار كان آخرها هجوم شنه الجيش أمس الاثنين على مدينة حرف سفيان . وتوعد الحوثي الجيش في حرف سفيان بمقاومة غير مسبوقة، بعد ما قال بانه افشل أكثر من 30 هجومًا شنه الجيش والقبائل المتحالفة معه على مدينة الحرف منذ بداية الحرب قبل حوالي شهر من الآن.

المعارضة تدعو الى وقف هجومها على الحوثيين

إلى ذلك دعا ائتلاف لاحزاب يمنية معارضة السلطات الى وضع حد لهجومها في شمال البلاد والتركيز على التنمية في جنوب اليمن حيث تتزايد الدعوات الانفصالية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن. وافادت وثيقة تبنتها هذه الاحزاب ونشرت ليل الاثنين الثلاثاء في صنعاء ان الخروج من الازمة يتطلب "وقف نزيف الدم في صعدة" و"حل القضية الجنوبية بابعادها الحقوقية والسياسية".

وقالت ان الوضع في المناطق الجنوبية التي شهدت تصاعد دعوات الانفصال على خلفية غضب اجتماعي يتطلب "حلا عادلا وشاملا يضع الجنوب في مكانه الوطني الطبيعي كطرف في المعادلة الوطنية وكشريك حقيقي في السلطة والثروة". وبعد 19 عامًا من توحيد اليمن و15 عامًا من فشل محاولة انفصال الجنوب، يواجه هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية، تمردا شيعيا في الشمال وتيارا انفصاليا في الجنوب وتعزيزا لوجود القاعدة.

واضافت الاحزاب والقوى الموقعة على الوثيقة التي ترغب في طرحها على حوار وطني من اجل الاصلاح في اليمن، ان "الاوضاع الراهنة في بلادنا تتجه نحو مآلات بالغة الخطورة تهدد كيانها السياسي والاجتماعي بالانهيار". وتابعت المعارضة اليمنية ان "المأزق الحقيقي الذي وصلت اليه البلاد يكمن في ان السلطة -- رغم مكابرتها -- فاقدة القدرة على تقديم اي حلول جادة وواقعية وفعالة لهذه الازمات". ودعت الى "رفض الفردية الاستبدادية والقهر والعنف" والى "قيام المؤسسية وسيادة القانون والمواطنة المتساوية والمشاركة الشعبية في السلطة والثروة وصناعة القرار".

لا تراجع في الموقف المبدئي من النقاط الست

في سياق متصل أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن إعلان الحكومة تعليق عمليات مواجهة عناصر الإرهاب والتخريب والتمرد في صعدة جاء لأسباب إنسانية استجابة لنداء المنظمات الإنسانية بغية تأمين وصول المواد الغذائية والإيوائية للنازحين من المناطق المتضررة من فتنة التمرد، مشيرا إلى أن عناصر التمرد لم تلتزم بقرار تعليق العمليات، وتعمدت ارتكاب خروقات وانتهاكات منذ الساعات الأولى.

وأوضح في المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي عقده بصنعاء أنه لا يوجد أي نوع من التراجع في موقف القيادة السياسية والحكومة المبدئي والثابت بالنسبة لتنفيذ النقاط الست الكفيلة بتحقيق السلام في صعدة. وقال: هذه النقاط ليست للحوار أو التباحث، وإنما للتنفيذ كونها مطالب دستورية وقانونية وشرعية.

وأشار اللوزي إلى أن الإعلانات التي تطرحها عناصر التمرد على بعض مواقع الانترنت هي للتغطية على الجرائم التي ترتكبها هذه العناصر، ولاستثمار الوقت بغرض مواصلة اعتداءاتها، وتصعيد أعمالها التخريبية لتطال المصالح العليا للشعب والخدمات الأساسية للمواطنين في المحافظة.

ونوه بأن تصريحات المصدر العسكري ووزير الاتصالات الاثنين أوضحت آخر الأعمال التخريبية التي ارتكبتها هذه العناصر لقطع خدمات الاتصالات، والإضرار ببنيتها التحتية، وكان آخرها قطع كابل الألياف المغذي لمحافظة صعدة شمال مدينة حرف سفيان، وكذلك قصف وتخريب وتدمير محطات وأبراج الاتصالات ومعدات البث في الجبل الأحمر، مبينا أن عناصر الإرهاب والتمرد تعتقد أنها قد تحقق بهذه الأعمال التخريبية مكاسب آنية في حين أنها تفضح حقيقة هذه العناصر وتعريهم وتكشف بجلاء أنهم أعداء الحياة والمنجزات.

ودلل على حقدهم وسوء نواياهم بأنهم باشروا أعمال أخرى منافية للقيم الوطنية البسيطة عندما يفرضون على أي أسرة تقع في نطاق المناطق التي يتواجدون فيها وتملك ثلاثة أولاد أو أكثر أن يأخذوا واحدا منهم ليجندوه معهم وإلا أخذوه كرهينة. واضاف اللوزي أن تفصيلات الجرائم التي ترتكبها عصابات التمرد والتخريب في محافظة صعدة ستنشر تفصيلا بالموقع والمكان والمنشأة والأسر الذين يتضررون أولا بأول.

وأكد أن عصابات التخريب منيت بخسائر كبيرة في جميع العمليات التي قامت بها، وأخرها تدمير محطات وأبراج الاتصالات ومعدات البث في الجبل الأحمر، حيث تم القضاء على فريق العصابة الذي قام بالاعتداء على الموقع الخاص بمشروع الاتصالات والتلفزيونات في موقع الجبل الأحمر.

وكشف اللوزي أن هناك أكثر من مئة من عناصر التخريب والتمرد تم القبض عليهم وهم رهن التحقيق حاليا وسيقدمون للنيابة تمهيدا لإحالتهم إلى محاكمات عاجلة ليقول القضاء كلمته فيهم ومن بينهم قيادات رئيسة للتمرد.

مفوضية اللاجئين: الوضع الانساني صعب جدا

وعن الوضع الانساني حيث تدور المعارك صرحت ناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين ان "الوضع الانساني صعب جدا" في مدينة صعدة. وقالت لور شدراوي في شمال اليمن "لم نتمكن من نقل مساعدات الى صنعاء لان الممرات الانسانية لم تؤمن بعد وكل ما نعرفه ان الوضع الانساني صعب جدا". وصرح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرق الاوسط هشام حسن لوكالة فرانس برس من اليمن ان "قافلة طبية (لمنظمته) في طريقها الى صعدة لكنها لم تدخل المدينة بعد".

واضاف "نحن على اتصال مع كل الاطراف (النزاع) لكن هذا لا يعني ان الامر سهل"، بينما تبادل السلطات والمتمردون الاتهامات الاثنين بعرقلة نقل المساعدات الانسانية بعد اربعة اسابيع من القتال. وافادت المتحدثة باسم المفوضية العليا ان المعلومات المتوفرة لديها قبل انقطاع الاتصالات الهاتفية مع المدينة صباح الاثنين تفيد ان "سكان صعدة يلزمون بيوتهم وهناك ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية" بسبب استمرار المعارك.

وقالت شداروي ان المفوضية ومنظمات انسانية اخرى تحاول فتح ممر انساني لنقل المساعدة الى صعدة انطلاقا من الاراضي السعودية التي تبعد حوالى سبعين كيلومترًا عن المدينة الواقعة على بعد 240 كلم عن صنعاء. ولم يجر اي احصاء مؤخرا لسكان صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. لكن التقديرات الاخيرة التي تعود الى 2004 تفيد ان عدد سكان المدينة يبلغ حوالى ستين الف نسمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا