728

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

الانتخابات الأفغانية أحرجت واشنطن



اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية الأفغانية أثناء إعلانها نتائج جزئية (الحزيرة)

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن النتائج الأولية للانتخابات، التي منحت الرئيس الحالي حامد كرزاي أغلبية ضئيلة بشكل مؤقت وسط مزاعم بالتزوير، وضعت إدارة الرئيس باراك أوباما في موقف حرج.

فبينما تحاول الإدارة الأميركية تحقيق التوازن بين عزمها المعلن التحقيق في الاتهامات المتنامية حول الفساد وتزوير الأصوات دون أن تعمل على إبعاد الرجل الذي يبدو أنه سيبقى جاثما على عرش البلاد خمس سنوات أخرى.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والسفير لدى أفغانستان كارل إيكينبيري كانا يريدان منع كرزاي أو مؤيديه استباق التحقيق بمزاعم التزوير في انتخابات 20 أغسطس/آب الماضي وإعلان فوزه.

وكانت لجنة المراقبة الأممية للانتخابات قد أكدت يوم الاثنين "وجود أدلة دامغة" في العديد من مراكز الاقتراع على التزوير، ودعت إلى إعادة فرز الأصوات.

وبالنسبة للولايات المتحدة -تقول نيويورك تايمز- فإن المشكلة ذات شقين، الأول أن اتهامات التزوير ضد كرزاي ستقوض دون أدنى شك شرعية كرزاي إذا ما حصل على ولاية جديدة للبلاد، والثاني أن المسؤولين الأميركيين يريدون أي رئيس لأفغانستان يتمتع بمصداقية مع الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي.

أما المخرج لهذه الأزمة الأفغانية -حسب تعبير الصحيفة- فيكمن في إقناع كرزاي لغريمه عبد الله عبد الله بالانضمام للحكومة.

غير أن خبراء يعتقدون أن ذلك سيكون صعبا جدا على عبد الله طالما أن لديه فرصة لوصم الانتخابات بالاحتيال والتزوير.

ولكن مسؤولين قالوا إن كرزاي يستطيع أن يستقطب عبد الله إذا ما وافق على الانتخاب المباشر لحكام الولايات -وهو ما يؤيده الأخير- أو تحديد نفوذ أمراء الحرب.

إرجاء الإعلان

"
ثمة أمل ضئيل بتحقيق الاستقرار في أفغانستان وإلحاق الهزيمة بطالبان إذا لم يقتنع الأفغان بأن حكومتهم -بكل ما يشوبها من ضعف- قد انتخبت بشكل عادل
"
وفي افتتاحيتها، دعت نيويورك تايمز السلطات الأفغانية إلى الامتناع عن إعلان الفوز الرسمي في الانتخابات إلى أن ينتهي الفرز وتصدر لجنة الشكاوى الانتخابية -وهي لجنة أممية- قرارها.

وقالت إنه لا أحد يتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية نظيفة كليا، غير أن الاتهامات بالتزوير الرسمي انتشرت على نطاق واسع، مما يثير الخوف بأن العديد من الأفغان قد يرفضون النتائج.

وهذا الرفض، حسب الصحيفة، ربما يصب في مصلحة حركة طالبان ومن سمتهم بالمتطرفين.

ودعت نيويورك تايمز الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى مراقبة إعادة فرز الأصوات وضمان نزاهتها.

وحثت كذلك كلا من واشنطن والأمم المتحدة على تحذير كرزاي

إذا ما أجريت جولة ثانية بينه وبين منافسه- من أن المجتمع الدولي لن يحتمل أي تزوير آخر وأن دعمه سيكون مرتبطا بذلك.

وقالت إن إدارة أوباما ستتعاطى مع أي رئيس أفغاني قادم، داعية إلى إصلاح الجيش الأفغاني وتدريبه وتجهيزه وتطهير من وصفتهم بالفاسدين من السياسيين بمن فيهم أعضاء من عائلة كرزاي ودائرته.

واختتمت بأن ثمة أملا ضئيلا بتحقيق الاستقرار في البلاد وإلحاق الهزيمة بطالبان إذا لم يقتنع الأفغان بأن حكومتهم -بكل ما يشوبها من ضعف- قد انتخبت بشكل عادل.

المصدر: نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا