728

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

محمد بن راشد قبيل تدشينه لمترو الخليج: مسؤوليتي كرئيس وزراء تطوير الإمارات .. لا دبي وحدها

محمود العوضي وفهد سعود من دبي: في عام 1951 م دشّن موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز أول محطة قطار في شبه الجزيرة العربية والخليج. وبقيت تلك البادرة لأكثر من 50 عاما تهرول دون أي تطور يذكر، ولم تصل إلى حيّز التنفيذ في المنطقة. ومنذ عهده لم يبنى مترو واحد مثله، وبقيت المنطقة رغم تطور المدن وتكاثر السكان والحاجة القصوى، فقيرة في السكك الحديدية. الفكرة نفسها نهضت في دبي عندما قرر الشيخ محمد بن راشد أن يعمل على إنشاء قطار آخر، ولكنه هذه المرة بصفة "المترو". يعتبر " المترو" في الدول الغربية صناعة المستقبل، كما ترى ذلك دولة مثل بريطانيا التي وضعت خطة طموحه للاعتماد على القطار بدلا من السيارة والطائرة.

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات المتحدة تكفل بمفاجأة العرب بأول مترو عربي خارج مصر، وأول سكة حديدية في الخليج منذ ستين عاما.

دبي تحتفل اليوم وسط هالة كبرى من التغطية الإعلامية والاهتمام السياسي بأول مترو في الخليج منذ ستين عاما، وهذا وحده سيشد انتباه الخليجيين ويدفعهم إلى الغيرة مما يحدث في الإمارات الصغيرة التي تتبنى مقولة مارك توين الكاتب الأميركي الشهير" الأنباء التي تتحدث عن وفاتي مجرد إشاعة". قبيل افتتاح محطة المترو بساعات قليلة، عقد الشيخ محمد بن راشد اجتماعاً مُصغراً حضره صحافيون ومراسلون أجانب من العالم الساكسوني، وحضره من الجانب العربي " الأهرام" وإيلاف".

صور من الإجتماع

الشيخ تحدث بصراحة.. وبتفاصيل رافضاً الخوض في الجانب السياسي، مفضلا أن يكون الحوار اقتصاديا، وهنا انفتحت شهية صحافيي" رويترز" و" التايمز" و " الوول ستريت" و " سي ان ان" وغيرهم من محترفي الصحافة، فأمطروا الشيخ الذي تحدث باستفاضة، ودار الحديث بالانكليزية التي يجيدها رئيس مجلس الوزراء في الإمارات، مع روح النكتة التي تتميز بها عن اللغات حية كانت وميتة.

وكان يتظاهر أحيانا بعدم فهم السؤال كي يعطي نفسه الفرصة ليجيب إجابة مستفيضة أمام هوامير المراسلين. كما لوحظ أن الاجتماع كان مقتصراً على ولي العهد حمدان بن محمد آل مكتوم، ونائب الحاكم مكتوم بن محمد، ومدير ديوان حاكم دبي ذو الأسهم المرتفعة حاليا السيد محمد الشيباني ومدير مشروع المترو مطر الطاير، وأحمد عبد الله الشيخ المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

بدأت أسئلة الصحافيين المتلهفين تنهال على الشيخ محمد الذي يعلم جيدا أساليبهم، وذهبت أسئلتهم بعيدا لتطال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دبي، بل العالم أجمع. حينها رد الشيخ المتواضع محمد بن راشد على سؤال حول أزمة دبي، وقال أن "دبي" ليست وحدها التي تعاني أزمة اقتصادية، فنحن جزء من العالم، ولكننا استطعنا أن نتعلم من هذه الأزمة الكثير، واهم ما تعلمناه هو التحدي.

ويضيف: " لقد أصبحنا نفكر بموضوعية وبتأنِ. ولا نستعجل في الاتجاه إلى مشاريع غير مربحه. وأكد الشيخ محمد أن مشروع "المترو" يحمل دلالة كبرى وعميقة، حيث انه يمثل منعطفا تاريخيا يذكرنا بأول شحنة وصلت ميناء الشيخ راشد، وكانت سببا في دخول "دبي" في عصر التطور والتمدن، الذي يوضح الطريقة التي نهضت بها دبي في غضون فترة قليلة.

صور من الإجتماع

ورفض الشيخ محمد أن يتحدث عن دبي وحدها، قائلا: إنني رئيس وزراء دولة الإمارات المتحدة كلها، ودولة الإمارات تتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، ولها مكانة محترمة في كافة أنحاء العالم، ودبي وأبو ظبي تعيشان على نفس واحد، وحصانان يسوقان عربة واحدة، لكننا أمام مسئولية إحضار الإمارات الأخرى لنكون جميعا أمام عين العاصفة. وأشار إلى ولي عهده الشيخ حمدان وقال انه المسئول الآن عن دبي.

واثني الشيخ محمد بن راشد على أدوار المرأة الإماراتية ودورها الفاعل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد، وقال أن الإمارات تسجل ارتفاعات في نسب الإناث المتعلمات بين دول العالم. هنا علقت صحافية أميركية قائلة: ولكن كيف يمكن تزويجهن؟

ضحك الشيخ وقال: "لا يهمني التطور العلمي والتعليمي الذي ينسينا تقاليدنا وقيمنا، نحن نختار أفضل ما لديكم ونترك السيئ لكم". 70% من نساء الإمارات متعلمات، مؤكدا أنه قام باستحداث مراكز حضانة لأطفال الإماراتيات اللواتي يعملن في القطاع العام والخاص من اجل توفير أجواء تساعد تلك النساء على التفرع للعمل والإبداع.

وأضاف أن أبوابنا مفتوحة وقلبونا مفتوحة، فأجاب بعض الصحافيين أن هناك صمتا لدى المسئولين الإماراتيين، فأجاب بابتسامة : " ربما أنكم تذهبون إلى الطرق الخاطئة الخاطئة، ثم أشار إلى مدير ديوانه السيد محمد الشيباني قائلا: عليكم بالذهاب إليه وسيجيبكم".

هنا تقدم رئيس تحرير مانشستر نيوز القادم من شمال انكلترا ليسأله عن الرياضة، وهل هناك ثمة رغبة من قبله في شراء احد أندية بريطانيا، وأشار بشكل خاص إلى نادي ليفربول، فأجاب الشيخ إجابة مراوغة حيث قال أن هناك إحدى الشركات المتواجدة في دبي حاولت أن تدخل في مفاوضات لشراء ناد بريطاني، وما ان تسرب الخبر حتى أشير إلى اسمه في الموضوع، لكنه شخصياً لم يكن على علاقة فيهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا