728

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

مخطط أدى إلى تشديد التدابير الأمنيّة في مطارات العالم مؤامرة الإرهاب السائل تضع مصداقية الحكومة والأمن على المحك

لندن، وكالات: أدانت محكمة في لندن يوم الاثنين ثلاثة رجال بمحاولة تفجير طائرات عابرة للأطلسي بمتفجرات سائلة، وهو مخطط أدى إلى تشديد التدابير الأمنية في مطارات العالم أجمع. وكان الرجال الثلاثة الذين وصفوا بأنهم من المسلمين المتطرفين، يخططون للقيام بسلسلة تفجيرات منسقة على متن سبع طائرات بقنابل يدوية الصنع معدة بوساطة متفجرات سائلة كان من المفترض ان تمزج على متن الطائرات. ومخطط المؤامرة أعد في باكستان قبل أن ينقل إلى المكلف بتشكيل خلية إرهابية في بريطانيا للحصول على المواد الضرورية وتحديد الأهداف. لكن الشاب كان مراقبًا من أجهزة الأمن البريطانية التي تمكنت من إحباط العملية في الوقت المناسب.

لافتة في إحدى المطارات تشير الى عدم السماح بالسوائل في حقائب اليد

وفي افتتاحيتها اليوم كتبت صحيفة الغارديان تحت عنوان"الإرهاب: حكم القانون" وتطرقت الى موضوع ادانة ثلاثة من المتهمين بالارهاب. وتناقش الاقتتاحية قضية حساسة: كيف تستطيع أجهزة الأمن الحيلولة دون وقوع أعمال إرهابية دون أن تضطر الى انتهاك حقوق بعض الأشخاص ؟

وتستعرض الافتتاحية المراحل التي مرت بها القوانين التي وضعت منذ عام 2005، ابتداء من إمكانية تقييد حرية المشتبهين الأجانب وفرض الإقامة الجبرية عليهم دون وجود أدلة ملموسة على تورطهم بأعمال إرهابية إلى سن قانون في شهر يونيو/حزيران الماضي يحظر تقييد حرية الأشخاص بناء على معلومات سرية، وبناء عليه سترفع القيود عن 19 شخصًا.

وتشير الافتتاحية الى صعوبة مهام الأجهزة الأمنية في كشف المؤامرات الإرهابية وإلقاء القبض على مخططيها ومن ثم تقديمهم للمحاكمة، مع مراعاة عدم انتهاك حقوقهم خلال العملية. وفي نهاية الافتتاحية إشارة الى أن المتهمين الثلاثة الذين أدينوا الإثنين هم بريطانيون وقعوا تحت تأثير أشخاص من باكستان وليس أفغانستان التي تخوض قوات بريطانية فيها حربًا تقول الحكومة إن الهدف منها هو محاربة الإرهاب.

من جانبها ناقشت صحيفة التايمز في افتتاحيتها الموضوع تحت عنوان "مؤامرة في الجو". ويقول كاتب الافتتاحية ان قدرة الأجهزة الأمنية على جمع الأدلة لادانة المتهمين وجعل بريطانيا مكانًا آمنًا كانت على المحك كما كانت مصداقية الحكومة البريطانية.

وترى الافتتاحية أيضًا أن أحد عوامل نجاح العملية الأمنية وإمكانية إصدار حكم قضائي هو المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن من خلال اعتراضها الرسائل الالكترونية التي كان يتبادلها المتهمون، والتي ما ما كانت الأجهزة لتستطيع استخدامها في المحكمة لولا الاستعانة بمحكمة في كاليفورنيا. وتشير الافتتاحية الى أن المحاكم البريطانية لا تعتمد الأدلة المبنية على اعتراض مراسلات ألكترونية بين المشتبهين، وأن الاستعانة بمحكمة أميركية في هذه الحالة كان بهدف الحصول على أصل المكالمات من أرشيف ياهو.

رجل أمن في مطار هيثرو في لندن

التفاصيل

وأدانت محكمة ووليتش (جنوب شرق لندن) عبد الله احمد علي (28 عامًا) الذي يعتبر العقل المدبر لهذا المخطط الذي كان من شأنه ان يؤدي الى سقوط الاف الضحايا، وكذلك تنوير حسين (28 عامًا) واسد سروار (29 عامًا) بالاشتراك في مؤامرة لتفجير طائرات في اثناء تحليقها باستخدام متفجرات سائلة مخبأة في عبوات مشروبات بلاستيكية. وقالت سوزان همينغ المتحدثة باسم النيابة العامة "انها كانت مؤامرة معقدة لتنفيذ هجوم ارهابي له بعد عالمي".

وكان من المفترض ان تكون هذه الرحلات المتوجهة الى كندا والولايات المتحدة انطلاقا من مطار هيثرو اللندني وصلت فوق الاطلسي في الوقت نفسه. ورحب وزير الداخلية البريطاني الان جونسون بالحكم ولفت الى ان هذه المحاكمة "تشير الى اننا نواجه تهديدًا ارهابيًا حقيقيًا وخطرًا". وقال "كانت مؤامرة معقدة وجسورة بشكل خاص وكان من الممكن ان تؤدي الى هجمات مريعة وسقوط العديد من القتلى".

المتهمون عبد الله أحمد علي (يسار الصورة)، أسد سروار (وسط) وتنوير حسين ( يمين الصورة)

وقررت المحكمة في اطار المحاكمة ان ابراهيم سفانت (28 عامًا) وعرفات وحيد خان (27 عامًا) ووحيد زمان (24 عامًا) غير مذنبين. ولم تتوصل هيئة التحكيم الى اتفاق بشأن حكم يتعلق بدور عمر اسلام (31 عامًا) في هذه المؤامرة حتى وان ادين بمخطط لارتكاب عمليات قتل. وتمت تبرئة متهم ثامن يدعى دونالد ستيوارت وايت (23 عامًا).

ومن المتوقع ان تصدر محكمة ووليتش الاحكام مطلع الاسبوع المقبل. وبحسب محضر الاتهام فان عبدالله احمد علي الذي وصف بانه متعصب، كان ينوي القيام ب"عمل جهادي" بهدف تنفيذ مجزرة كما كان يريد تلقين غير المسلمين "درسا لن ينسوه". ووجد المحققون في جيوبهم وصفا للمؤامرة ليضاف الى جملة من العناصر التي تعتبر دامغة ضدهم.

وكان مخطط المؤامرة قد اعد في باكستان قبل ان ينقل الى علي المكلف تشكيل خلية ارهابية في بريطانيا للحصول على المواد الضرورية وتحديد الاهداف. لكن الشاب كان مراقبًا من اجهزة الامن البريطانية التي تمكنت من احباط العملية في الوقت المناسب. ودفاعا عن انفسهم قال علي وسروار وحسين ان المؤامرة كانت ذريعة اتصال للقيام بدعاية لفيلم وثائقي.

وبحسب محضر الاتهام فان الرجال المتورطين في المؤامرة كانوا ينوون وضع متفجرات سائلة في قوارير بلاستيكية للمشروبات المنشطة بغية التحايل على نقاط التفتيش التي لم تكن تستهدف في تلك الاونة السوائل. وكان من الممكن اعداد قنابل على متن الطائرة وتفجيرها في الجو.

والكشف عن المؤامرة ادى الى تعزيز الاجراءات الامنية على الطائرات التجارية مع الحد خصوصًا من بعض المواد السائلة التي يمكن ان يحملها الركاب في حقائب اليد. وقد بدأ تنفيذ هذه التدابير في المطارات الكبرى اعتبارًا من نهاية العام 2006.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا