مرشدات الحرم.. يتألقن في رمضان

حسن عبده

دور المرشدات يتكثف في رمضان جدة (السعودية)- يرتدين نقابا أسود مرصعا بشارة بيضاء.. يتواجدن في جميع جنبات الحرم المكي لإرشاد المعتمرات وإفطار الصائمات والعناية بالمعتكفات في رمضان.. تعمل الكثيرات منهن بلا كلل أو ملل رغبة في الأجر والثواب من الله.. هذه هي أبرز ملامح ومهام الطاقم النسائي العامل في الحرم المكي، أو ما اصطلح على تسميته محليا بـ"المرشدات". ولا يتوقف دورهن طوال العام لكنه يصبح مكثفا في شهر رمضان بسبب زيادة أعداد المعتمرين، ووجود مهام إضافية خلال الشهر الفضيل مثل إفطار الصائمات والعناية بالمعتكفات. هذا الدور كان سببا في توصيفهن بـ"الجنديات المجهولات" خاصة أنه من النادر أن تسلط وسيلة إعلامية الضوء عليهن، أو تتناول تطلعاتهن، في وقت تجمعهن بملايين الوافدات نظرات التقدير والاحترام. ورغم أهمية الدور الذي تقوم به المرشدات خاصة في رمضان، فإن أفضل ما يميز الكثيرات منهن هو نظرتهن للعمل باعتباره دورا مشرفا ذا قداسة خاصة، سيثبن عليه من الله تعالى قبل البشر. وتقول أم خالد المرشدة الوحيدة التي وافقت على التحدث لـ"إسلام أون لاين.نت": "الإحساس الذي نشعر به في جنبات الحرم يزيل كل المخاوف وينهي عناء العمل الطويل الذي يتطلب منا الوقوف والمراقبة والحرص على تنفيذ التعليمات بدقة وعدم التساهل". وتضيف أم خالد: "التعامل مرهق جدا مع المعتمرات لاسيما أنهن قادمات من ثقافات مختلفة، وبعضهن يعتبرن عملنا تسلطا ليصل الأمر أحيانا إلى التلاسن أو التطاول باليد، ولكن دائما ما نحاول حل المشكلات بعقلانية أكبر وسياسة حتى لا تصبح ساحات الحرم مكانا للعراك". 541 مرشدة ووفقا لآخر إحصائية للرئاسة العامة لشئون الحرمين، فإن هناك 541 مرشدة يعملن في الحرم، موزعات على عدة أقسام تتمثل مهامهن في الإشراف على النساء بالمسجد الحرام، وتوعية وتوجيه الزائرات بالأمور الشرعية ومنع اختلاطهن بالرجال وإرشادهن إلى مواقعهن المخصصة للصلاة. ويتولى جزء منهن موزع على أبواب الحرم الثمانية، مهمة تفتيش الزائرات أثناء دخولهن ومنع ما لا يسمح بدخوله، وأخريات يشرفن على أعمال النظافة بالمصليات النسائية ودورات المياه. كما يحوي قسم المصاحف بالحرم عاملات يشرفن على متابعة أرفف المصاحف في مصليات النساء وتهيئتها وإعدادها، إضافة إلى ذلك تتولى البعض منهن مهمة تنظيم صفوف النساء في المصليات المخصصة ومنع جلوسهن على الممرات أو الصلاة بها. 4 ورديات ورغم طبيعة المرأة التي قد لا تتحمل الأعمال المرهقة، والتحذيرات من انتشار إنفلونزا الخنازير وسط جموع الوافدين للحرم، فإن المرشدات اخترن البقاء على رأس العمل على مدار اليوم خلال أربع ورديات يتناوبن عليها. وإلى جانب الطواقم النسائية العاملة في الحرم، تنضم مئات المتطوعات لخدمة ضيوف بيت الله الحرام طوال ليالي شهر رمضان المبارك. ومن بين متطوعات هذا العام 60 فتاة جامعية يشاركن في تقديم وتنظيم وجبات الإفطار الخيري المقدم للصائمات في ساحات المسجد الحرام. وبحسب تقرير للرئاسة العامة لشئون الحرمين، فإن عمل المتطوعات الذي يبدأ في الساعة الثالثة عصرا حتى الحادية عشرة ليلا لا يقتصر على تقديم الإفطار بل يشاركن في منع الظواهر السلبية في ساحات النساء ومنع البيع والتسول.