728

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

نظم لها أبياتا شعرية ووعد بتأليف رواية تحمل اسمها القرني يعتذر لـ"بائعة الفصفص" بعد انتقادات لاذعة


حسن عبده


الداعيةالإسلامي عائض القرني
الداعيةالإسلامي عائض القرني

جده - قدم الداعية السعودي المعروف الشيخ عائض القرني اعتذاره لـ"بائعة الفصفص النيجيرية"، وهي الشخصية الرمزية التي استخدمها للرد على كاتبين سعوديين انتقدا قصيدته الشهيرة "لا اله إلا الله".

اعتذار القرني جاء بعد حملة انتقادات واسعة شنها كتاب رأي ومثقفون سعوديون ضده، معتبرين أن تصريحاته التي أطلقها للرد على الكاتبين السعوديين لم تخل من العنصرية، وذلك عندما حط من قدر بائعة الفصفص النيجيرية في قوله: "كيف ينتقدان القصيدة.. ولو أحضرنا عجوزا نيجيرية تبيع الفصفص (اللب) لعرفت في الشعر أفضل منهما".

ونفى الداعية القرني أن تكون تصريحاته الأخيرة القصد منها السخرية من "بائعة الفصفص"، مشيرا في معرض رد على منتقديه، أن القصد من ذكر اسمها في تصريحاته جاء من باب أن بيعها للفصفص أشغلها عن نظم الشعر.

وأضاف في مقالة نشرت بصحيفة المدينة الأربعاء 9-9-2009:" أعتذر لبائعة الفصفص التي مثّلتُ بها، وأنا أشد على يديها ويدِ كل عاملٍ منتجٍ مكافح؛ لأنهم يشاركون في صناعة الحياة".

وتابع: "أرجو أن تقبل عذري وقد نظمت لها أبياتا من الشعر، وسوف أكتبُ بإذن الله رواية (بائعة الفصفص)".

بداية الأزمة

وكانت الأزمة قد بدأت عندما وجه الكاتبان السعوديان قينان الغامدي وعبده خال انتقادات لاذعة لقصيدة الشيخ القرني الشهيرة (لا اله إلا الله) التي غناها الفنان محمد عبده؛ حيث وصفها الأول بأنها "لا ترتقي لمستوى الشعر ولو كنت مكان محمد عبده لرفضتها"، بينما اعتبر الثاني أن القصيدة "لا تحمل شاعرية ولا تسمى شعرا، وإنما نظم شريف".

ورد الدكتور القرني على هذه الانتقادات بالقول: "الغامدي وخال لا يستطيعان تقييم القصيدة؛ لأنهما ليسا شاعرين". وأضاف في برنامج تليفزيوني أذيع على قناة "دليل" يوم 4-9-2009: "كيف ينتقدان القصيدة.. ولو أحضرنا عجوزا نيجيرية تبيع الفصفص (اللب) لعرفت في الشعر أفضل منهما".

حملة انتقادات

هذا الرد الصارخ على قينان وخال الذي أعاد القرني نشره في مقال نشر بجريدة المدينة يوم 5- 9-2009، فتح الباب على مصراعيه لحملة انتقادات ضد القرني شملت أغلب الصحف السعودية.

ففي مقالة نشرت بجريدة "المدينة" يوم 6-9-2009 بعنوان "غمز ولمز" قال الكاتب "أحمد العرفج"، بلغة ساخرة: "القرني قد غمز ولمز وأهان تلك المرأة الشريفة المكافحة، أخذ يلمزها بعنصرية بغيضة تنم عن أن الرجل لم يؤثر فيه الدين ذلك التأثير الذي يجعله يصون لسانه ويحاسب في كلماته، خاصة في هذا الشهر الذي حتى الشياطين تربط فيه".

الكاتب "صالح الطريقي" نشر أيضا مقالا في صحيفة عكاظ يوم 7-9-2009 انتقد فيه هجوم القرني على الكاتبين خال والغامدي، قائلا: "لا يمكن تفسير ما صدر من الشيخ الدكتور عائض القرني بسهولة، ولن تجد مبررا لما قاله سوى أنها لحظة تتجلى فيها ثقافة الشخص".

وأضاف الكاتب: "ما قاله القرني يمكن تفسيره للوهلة الأولى أنه تقليل من قيمة الغامدي وخال، وهذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أنه يحتقر العجوز النيجيرية بائعة الفصفص، لهذا استحضرها ليقلل من قيمة الكاتبين".

وتابع الطريقي: "أظن لا يمكن لشخص يزعم بأنه داعية، بينما هو يحتقر البشر، فالداعية الذي يريد إصلاح الناس، عليه أن يملك قلبا كبيرا مملوءا بالحب للجميع، وألا يحتقر أي إنسان، وإن كانت بائعة فصفص".

معيار للجهل

محمد صادق دياب، الكاتب بصحيفة الشرق الأوسط والمعروف بصداقته للدكتور عائض القرني انضم هو الآخر لقائمة المنتقدين؛ حيث كتب مقالا نشر يوم 7-9-2009 بدأه بافتتاحية مديح طويلة قائلا: "للشيخ عائض القرني مكانة خاصة في نفسي، ونفوس الكثيرين، فهو الداعية المعتدل، والوسطي، وصاحب كتاب (لا تحزن) الذي وجد فيه الكثيرون طوق نجاة لمجالدة أحزانهم، وإحباطاتهم".

ثم عبر الكاتب عن رفضه بأن تتخذ بائعة الفصفص معيارا للجهل بالقول: "لا ينبغي أن تستخدم العجوز النيجيرية بحال من الأحوال كمعيار للجهل، والشيخ أدرى بظروف هؤلاء وأوضاعهم وأحوالهم"، ناصحا الشيخ بالصبر وسعة الصدر وتقبل الآراء.

أما الكاتب "خالد المحيسني" فقد وصف تصريحات الشيخ "بالفجيعة"، وقال في مقاله "الراتب" بصحيفة "البلاد" السعودية يوم 8-9-2009، "لقد فُجعت في هذا الرجل وهو (يحتقر) السيدات الإفريقيات وبائعات الفصفص وهو ما يُشير إلى أنه اعتبرهن في درجة دونية".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا