728

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

جماعة بدارفور لـ"تصحيح المسار"



قادة الجماعة يؤكدون بمؤتمر صحفي أنهم أدلوا بمعلومات كاذبة للأحداث بدارفور (الجزيرة)
عماد عبد الهادي-الخرطوم
في إطار التطورات المتلاحقة للأزمة في دارفور أعلن عن تشكيل جماعة جديدة أطلقت على نفسها المجموعة الوطنية لتصحيح المسار، قائلة إن طرق معالجة أزمة الإقليم التي دخلت عامها السابع قد استنفذت كافة الوسائل لتحقيق غاياتها حربا وسلما.
وبينما اعتبرت الحكومة ما أعلنته المجموعة خطوة جديدة نحو الحل الأمثل لقضية الإقليم، قوبل تشكيلها باستنكار الفصائل المسلحة متهمة الحكومة بالوقوف خلفها ودعمها بهدف ما وصفته طمس الحقائق.
عبد المحمود عبد الحليم اعتبر تشكيل الجماعة خطوة إيجابية (الفرنسية-أرشيف)
لكن سفير السودان للأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم والذي وصف موقف المجموعة بالنبيل قال "جميل أن يتنادى أبناء السودان ممن كانوا ضحية لمكر ومؤامرات بعض القوى والمؤسسات المشبوهة لإصلاح مسار مشكلة دارفور".
واعتبر أن موقف المجموعة "تطور إيجابي يعزز موقف الاتحاد الأفريقي الرافض لمزاعم المحكمة الجنائية الدولية ضد السودان".
بذرة أمل
غير أن مجموعة تصحيح المسار والتي أعلنت عن نفسها من داخل مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أكدت أنه "رغم تعدد المنابر والمبادرات لم يحدث أي أثر على الأرض أو زرع بذرة أمل بنهاية قريبة لمعاناة أهل الإقليم".
وقالت في بيان إنها "ليست فصيلا جديدا ولا حزبا سياسيا وإنما حركة وعي وتصحيح مسار تخاطب الناس والكيانات في الداخل والخارج وتناهض كل تدخل أجنبي من ورائه أجندة تستبطن مصلحة أخرى منافية لمصلحة المواطنين في دارفور".
وعلي الرغم من تبني مجموعة تصحيح المسار لكثير من مطالب الحركات المسلحة في خطابها الإصلاحي، فإن ذلك لم يشفع لها من تلقي سيل من الانتقادات والاتهامات والشكوك في ماهيتها.
فقد اعتبرتها حركة العدل والمساواة مجموعة مشبوهة لا تنتمي لدارفور ولا لقضيتها في شيء، معتبرة أنها صنيعة حكومية شأنها شأن مجموعات أخرى قامت ذات المقام.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد حسين آدم للجزيرة نت من مقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن عبر الهاتف إن المؤتمر الوطني هو المستفيد الأول من هذه المجموعة "وهو مفبرك توقيت قيامها"، مشيرا إلى تزامن إعلان المجموعة مع الادعاءات الجديدة لمدعي المحكمة الجنائية الدولية والتي أشار فيها إلى امتلاكه لأدلة جديدة في دعواه ضد الرئيس عمر البشير.
أحمد حسين آدم اتهم الحكومة السودانية بدعم الجماعة (الجزيرة-أرشيف)
تدبير حكومي
ووصف الأمر بأنه تدبير حكومي لتصفية قضية دارفور "وإلا لماذا خرجت هذه المجموعة في هذا التوقيت ومن الذي جاء بها إلى أديس أبابا؟".
أما رئيس حركة تحرير السودان/الخط العام حيدر إبراهيم أتيم فقد رفض ما أعلنته المجموعة. وقال إن الجرائم في دارفور لم تكن بحاجة إلى تقارير سرية بل إنها أدلة موجودة لكل محقق.
وقال للجزيرة نت إن إعلان المجموعة لن يؤثر على سير قضية دارفور "ولن يبرئ المتهمين من ملاحقة العدالة".

فيما قال تنظيم القوى الثورية لتحرير السودان إن الأمر محاولة لتصحيح مسار الحكومة السودانية و إنقاذها من وحل الإجرام على حد قوله.

فرقعة إعلامية
وأشار محجوب حسين -أحد قادة التنظيم في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى أن ما أعلن لن يغير مطلقا من أدوات الصراع، مؤكدا "أن الذين سموا أنفسهم مسار تصحيح أزمة هم خونة وعملاء حكوميون".
وفي إشارة لما أعلنته الجماعة من أنها قدمت مسبقا معلومات كاذبة ضخمت فيها حقيقة ما يجري من أحداث في بعض مناطق دارفور، قال حسين "طالما أعلنت المجموعة أنها كذبت من قبل فما المانع من كذبها هذه المرة".
من جهته وصف نائب رئيس الجبهة المتحدة للمقاومة حسن جرو ما أعلنته المجموعة بالفرقعة الإعلامية.
وقال إن المجموعة دفعت بأقاويل كاذبة "لأن كافة أركان الأزمة موجودة حتى الآن"، مشيرا -في حديث للجزيرة نت من مقر إقامته بالعاصمة الليبية طرابلس عبر الهاتف- إلى أن المجموعة لا تمثل شيئا في دارفور "لأن بعضهم كان قد انسلخ من حركة تحرير السودان سابقا ولم يعد له وجود".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا