| |||||||||
وديع عواودة -حيفا يكشف كتاب جديد صدر في إسرائيل أمس أن ظروف أسر الجندي الأسير جلعاد شاليط جيدة، حيث يلبي آسروه احتياجاته ويمكنوه من الاحتفال بعيد ميلاده كل عام ويبارك صلاتهم بـ"تقبل الله"، ويذكر أن إسرائيل حاولت قتلهم جميعا للتخلص منه وتم تغيير مكانه أربع مرات. ويشير كتاب "الأسير نظرة من غزة" لمؤلفه الصحفي سليمان الشافعي من أراضي 48 -وهو مراسل القناة العبرية الثانية- إلى أن عملية أسر الجندي جلعاد شاليط استغرقت 15 دقيقة وخلال نصف ساعة كان داخل مكان سري وفي الطريق تمت تعريته إلا من ثوب داخلي لدوافع أمنية واتصل قائد العملية بقادة حماس وقال إن "صيدا ثمينا" بيديه. وبعد محاولته صدهم خضع شاليط لآسريه وأدخل سيارة كانت في انتظاره على حدود القطاع وألبسوه رداء عربيا (جلابية) وأوثقوا يديه وهو يصرخ مستغيثا "يا أمي.. لا تقتلوني لا تقتلوني". وفور ذلك اهتمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمداواة الأسير ومعالجة يده المصابة بواسطة "حكيم" استدعي إلى مكان احتجازه بعدما حجبت رؤيته حفاظا على السرية. وبحسب الكتاب الذي يستند إلى مصادر فلسطينية في الأساس وإسرائيلية ومصرية أيضا تدهورت الحالة النفسية للأسير في المرحلة الأولى من الأسر وأمضى أوقاته صامتا وأحيانا باكيا داخل غرفة صغيرة يحرسها ستة من كتائب عز الدين القسام المقربين من قائدها أحمد الجعبري. مخبأ ملغم وبما يشبه عملية عسكرية نقل شاليط بعد تغطية عينيه وتقييد يديه عند منتصف الليل، إلى مخبأ ثان وهو منزل محصن جيدا تم تفخيخ الأسوار المحيطة به بالمواد المتفجرة ويتناوب الحراس الستة على حراسته.
لكن آسريه بذلوا جهودا كبيرة لبناء ثقة متبادلة مع الأسير وعاملوه بالحسنى ونجحوا في إخراجه عدة مرات من حالته النفسية جراء صدمته وعزلته فاستدرجوه للحديث عن نفسه وعائلته وأصدقائه وهواياته، بعد التحقيق معه حول خدمته العسكرية. ويتابع الكتاب "تلقى الآسرون الستة وهم شباب مؤمنون بعضهم متزوج تعليمات بمصادقته وتبديد عزلته حفاظا على حياته". "تقبل الله" ويزعم الكتاب أن شاليط وآسريه كابدوا ضائقة مشتركة منذ أسره فهم بمثابة أسرى معه لا يبرحوه ولم يروا عائلاتهم منذ أن وقع في الأسر في يونيو/حزيران 2006. ويؤكد الكتاب الذي يروي أيضا معاناة أهالي غزة المحاصرين، حرص الآسرين على تزويد شاليط بكل ما يحب من طعام وشراب وكساء ويقول إن عصير المانغو الطبيعي شرابه المفضل. كما اعتادوا على الاحتفال بيوم ميلاده وتقديم الكعك والشموع إليه، وكان يقسمها ويقدم رقائق منها لآسريه الذين اهتموا بتوفير مناخ دافئ له حرصا على حياته عملا بقواعد الإسلام ولاعتباره ملكا إستراتيجيا. وفور شن عدوان "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 نقل شاليط إلى خندق داخل المنزل الذي اهتز جراء القصف الجوي المرعب لمحيطه فأعلن آسروه المنقطعون عن العالم حالة طوارئ معتقدين أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمداهمتهم. داخل مستشفى
ويشير الكتاب إلى أن حالة شاليط تدهورت خلال الحرب على غزة بشكل خطير خاصة بعدما أعلن الإضراب عن الطعام وغرق في قنوط مما اضطرهم لإطعامه عنوة أو حقنه بالماء والملح ومن ثم معالجته بواسطة طبيب أكد فقدان جسمه 20 كيلوغراما لكنه عاد واستعاد عافيته. ويشير الكتاب إلى أن حالة شاليط النفسية تأثرت جدا بالمفاوضات الجارية لعقد صفقة تبادل فكان يصاب باليأس كلما تعثرت فتتم معالجته بالمسكنات وعقب ترديها لجأت قيادة القسام إلى جهاز فيديو لعرض صور مسجلة من نشرات الأخبار تظهر عائلته وفعالياتها المتواصلة للإفراج عنه بعد عامين ونصف من أسره للمرة الأولى فبكى وتحسنت حالته المعنوية. ومنذ ستة شهور استحضر جهاز تلفاز بواسطته يتمكن شاليط وآسروه من معرفة ما يدور خارج مخبئهم كما يؤكد الكتاب الذي يزعم مؤلفه أنه استقى أجوبة مختلفة وغنية عن أسئلة خطية بعثها إلى قيادات أمنية في حماس منتصف الشهر الماضي. |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر