728

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

مواجهة الإنفلونزا المكسيكيّة في المدارس تصطدم بمخاوف الخبراء




محمد حميدة من القاهرة : قرارات وخطط وبيانات ونشرات واستراتيجيات تبلورت على الورق من قبل المسؤولين عن التربية والصحة في مصر للتعامل مع إنفلونزا المكسيك في المدارس، لكن لم يبلغ بها المنفذون على مستوى القاعدة، أو المعنيون بشكل مباشر بالتعامل مع الطلاب بعد. هذا ما توصلت إليه إيلاف من خلال متابعاتها للتطورات المتلاحقة للمرض المخيف. ويقول محمد مرسي مدرس للغة الإنكليزية في احدى المدارس الإعدادية، سمعنا وقرأنا في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة عن خطة وضعتها وزراتا التعليم والصحة للتعامل مع الفيروس في المدارس، لكن كمدرسين لم نبلغ بشيء حتى الآن. وقد اقرت اللجنة المشتركة بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم خطة لمواجهة انتشار وباء إنفلونزا المكسيك في المدارس، ظهرت تفاصيلها في الايام القليلة الماضية، يقوم محورها الرئيس على المدرس وطبيب المدرسة او المنسق الذي ينوب عنه. ونظرًا لصعوبة توفير طبيب لكل مدرسة كما اعترف الدكتور عبد الرحمن السقا، مساعد وزير الصحة لأن "عدد الأطباء المتواجدون في مديريات الصحة في المحافظات لا يكفي كما يقول، ويصبح دور المدرس أكثر أهمية كونه الأقرب الى الطلاب إلا انه لم يتلقَّ حتى الآن اي تدريبات او برامج توعية سواء في كيفيّة التعرف إلى الحالات التي تظهر عليها عوارض الفيروس او التعامل معها، على الرغم من قرب موعد الموسم الدراسي في 26 سبتمبر/أيلول الجاري.

ومن المفترض بحسب الخطة الموضوعة، أن يتم توزيع 35 ألف حقيبة على المدارس تحوي عددًا من البوسترات التي تتضمّن معلومات عن إجراءات الوقاية من المرض وكيفية التعامل مع الحالات المصابة، إلى جانب عدد من الماسكات التي سيتم توزيعها على الطلاب، وفقًا لما أكده الدكتور رضا أبو سريع مساعد أول وزير التربية والتعليم . وتتضمن الخطة المكونة من 15 بندًا رفع وعي هيئة التدريس وخفض كثافة الفصول والمدرجات والتهوية الجيدة بالفصول وكيفية التعامل داخل باصات المدارس والإجراءات الوقائية في أماكن إقامة الطلاب ومعايير إغلاق الفصول أو المدارس بأكملها، طبقًا لمؤشرات واضحة بحيث لا يكون هناك قرارات متضاربة أو عشوائية.

وبحسب ابو سريع تكلف الخطة الموضوعة كل مدرسة بتشكيل فريق عمل يتكون من مدير المدرسة وطبيب وزائرة صحية ومنسق يختاره المدير لتولّي مسؤولية متابعة حالة الطلاب وحصر أعداد المشتبه في إصابتهم بالمرض والحالات الإيجابيّة واتخاذ قرارات فورية بتحويلهم إلى المستشفيات أو إلى المنازل. وشدّد على ضرورة أن تجهز كل مدرسة غرفة عزل للحالات المصابة بداخلها لـ "عزل" الحالة التي يتم اكتشاف إصابتها بالفيروس، ثم عرضها على طبيب المدرسة لتقييمها.
وتعلق الدراسة بالفصل الذي تظهر فيه حالة مصابة لمدة أسبوعين مع استمرار الدراسة بقية الفصول، بينما تغلق أي مدرسة تظهر بين طلابها 3 حالات إيجابية أو أكثر ، لفترة تمتد من أسبوعين إلى 4 أسابيع ويتم تحويل تلك الحالات بالعلاج بالمنازل تحت رعاية مكتب التأمين الصحي لمدة 3 أيام ومنحهم إجازة أسبوع لحين التماثل للشفاء هذا بالنسبة إلى الحالات البسيطة، اما الحالات المتأخرة فتحال الى المستشفى. وتنص الخطة أيضًا على فحص جميع طلاب المدارس ظاهريًا كل يوم خلال الصباح كما تخول لكل مدرسة او إدارة على حده تغيير مواعيد الفسحة المدرسية وإلغاء إجازة السبت وتطبيق نظام الفترتين وإطالة مدة اليوم الدراسي.

مع ذلك، تصطدم الخطة بمخاوف بعضهم من تزايد معدلات الإصابة بالفيروس واحتمال تفشيه في المدارس، بخاصة ان الموسم الدراسي يأتي في فصلي الخريف والشتاء، بحيث يؤكد الخبراء انه بيئة خصبة لانتشار الفيروس، ممّا يهدد "بحدوث كارثة صحية في المدارس والجامعات" بحسب الدكتور محمود سليم اختصاصي المناعة والتحاليل، مضيفًا ان "نظام الدراسة في مصر وبخاصة في المدارس الحكومية له إشكالية خاصة، تتميز الفصول بارتفاع الكثافة الطلابية حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد في مدارس معينة الى ما يتجاوز الـ 60 و الـ 70 طالبًا، فضلاً عن عدم توفّر التهوئة الجيدة في الفصول، وشكك محمود في "قدرة وزارة الصحة على تغطية جميع المدارس بالأطقم الطبية" . وتوقع ان يصل معدل الإصابة بالمرض في مصر مع بداية شهر أكتوبر/تشرين الاول من 50 إلى 100 حالة يوميًا تزيد بشدة فى شهر ديسمبر مع وصول فصل الشتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا