728

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

إصلاحي: ليبيا متفرغة الآن للتركيز على مشاكلها الداخلية

طرابلس (رويترز) - قال إصلاحي ليبي بارز ورئيس تحرير صحيفة ان الخروج من العزلة الدبلوماسية يعني أن ليبيا تستطيع الآن التركيز على معالجة المشاكل في الداخل مثل الفساد الحكومي وبطالة الشبان والاعتماد المُفرط على النفط.

وقال محمود البوسيفي الحليف الوثيق لسيف الاسلام ابن معمر القذافي ان دستورا جديدا جاهز ليقره مؤتمر الشعب العام من شأنه تعزيز حرية الصحافة وضمان استقلال السلطة القضائية.

ولعب سيف الاسلام دورا رئيسيا في إعادة العلاقات مع اوروبا والولايات المتحدة والتفاوض على اطلاق سراح الممرضات البلغاريات اللاتي أُدن بتعمد إصابة أطفال ليبيين بفيروس (اتش.اي.في.) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وعودة عبد الباسط المقرحي المُدان بتفجير لوكربي من سجنه في اسكتلندا.

وقال البوسيفي في مقابلة مع رويترز ان علاقات ليبيا مع اوروبا وامريكا جيدة جدا الان وعبر عن اعتقاده بأن أهم ما يجب فعله في المستقبل سيتم داخل البلاد.

واعرب عن الاعتقاد أن الغرب سوف يساعد ليبيا في مجالات التدريب والتعليم والصحة وبشكل خاص في دعم التنمية.

وكانت ليبيا قد وافقت على إلغاء برنامج للأسلحة المحظورة ودفع تعويضات عن تفجيرات وهجمات أنحت قوى غربية باللائمة فيها عليها. ولا تزال هذه القوى قلقة من حكومة يرفضها منتقدون بوصفها استبدادية ولا تتسامح مع المعارضة.

ويبدو الدعم رفيع المستوى في الداخل لجدول أعمال سيف الاسلام الليبرالي الداخلي هشا ويقول دبلوماسيون غربيون ان التقدم بطيء جدا. لكن البوسيفي رفض التلميحات بأن المسؤولين الذين أُثروا من شغل مناصب دون ممارسة عمل في اقتصاد ليبيا المركزي يعرقلون الاصلاح الجاد.

وقال ان هذه الاصلاحات مثل أمواج المد (تسونامي) حيث تحمل ثقل الرأي العام وان جماعات المصالح هذه أقلية.

وأضاف أنه يعتقد أن جماعات المصالح هذه سيكون عمرها قصير لانها سرقت ما يكفي بالفعل.

واستلزمت المساعي الدبلوماسية لسيف الاسلام في العواصم العربية الموافقة الضمنية للزعماء القبليين والقادة العسكريين الأقوياء المقربين من والده. ويقول محللون انهم أيدوا على مضض التنازلات التي قدمتها ليبيا لإنهاء العقوبات حيث لم يكن هناك بديل يُذكر.

وتصطف المؤسسات الأجنبية لإبرام صفقات نفطية وعقود لتحديث البنية التحتية وقد تدفقت شخصيات أجنبية هامة على طرابلس الاسبوع الماضي لحضور الاحتفالات بالذكرى الاربعين على الانقلاب الابيض الذي قاده القذافي.

وقال البوسيفي وهو رئيس تحرير صحيفة أويا المملوكة لسيف الاسلام ان تنمية ليبيا أُهملت خلال سنوات من العقوبات حيث أغدقت الطاقة والمال على صد الغرب العدواني مما تركها بلا صادرات سوى النفط.

وأضاف أن الغرب فشل في فهم نظام الجماهيرية أو دولة الجماهير التي تسمح للشعب نظريا بادارة شؤون البلاد من خلال اجتماعات شعبية.

كان القذافي قد قال ان النظام غير قابل للتفاوض لكنه يتقبل أن على ليبيا التكيف مع العولمة.

ويضغط اصلاحيون لتنويع اقتصاد ليبيا ودعم المشاريع الخاصة لتوفير مزيد من فرص العمل للشبان الليبيين وتقليل حجم القطاع الحكومي المتضخم والزاخر بالموظفين الذين لا يذهبون الى العمل.

وقال البوسيفي انه منذ تطبيع العلاقات مع الغرب أصبحت ليبيا ورشة صخمة توفر الوظائف للكثير من الشبان العاطلين.

وأضاف أن دستور سيف الاسلام الجديد سيدافع عن المصلحة العامة ويشجع الصحافة على التعامل مع الفساد الحكومي مباشرة.

وقال البوسيفي انه بعد ثلاث سنوات من العمل باتت المسودة النهائية للدستور جاهزة الان وتابع قائلا ان الصحفيين المستقلين يقفون بالفعل في وجه جماعات المصلحة هذه وعبر عن ثقته في أن السلطة القضائية ستكون في صف الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا